عندما يكون الزوج نكرة
يعتقد الكثير من الرجال ممن يملكون عقد زواج مصدق من المحكمة الشرعية بأنهم يصنفون ضمن قائمة الرجال المتزوجين، حيث انهم قضوا نصف دينهم استنادا للحديث النبوي الذي يقول ”من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتقدموا الله في النصف الباقي“. ولكن حقيقة الموضوع ان هناك تصنيف للرجال المتزوجين وحسب رأيي كاختصاصي نفسي فهناك ثلاثة انواع من الأزواج وهم: الإيجابي والبيني والنكرة..... أما النكرة وهو أسوء الأنواع حيث يحمل وثيقة زواج زائفة تجلب العار كما وثيقة كامب ديفيد.
إن ثمة تشابه بينه وبين اللاشيء وهذا ما يدعوني لأن أطلق عليه بالزوج النكرة. حيث ان السلوكيات التي يمارسها في منزله تتسم بالخواء، فتارة تجده يحمل زوجته خسارة فريقه وساعة أخرى تجده متربعا في وسط منزله يرسل الأوامر لزوجته التي لا يعدها الا خادمة تحمل الجنسية الوطنية، وفي حال تأخرت في تنفيد طلبه يقوم بتحويل الموضوع الى قسم المتابعة والتحقيق فيدخل تلك المسكينة في جلسة محاكمة غير منتهية الأجل... علينا جميعا أن ندرك بأن غياب روح المودة من شأنه أن يخلق الجفاء بين الزوجين، فالزوجة يقينا تكون مدركة للتغير العاطفي الذي يطرأ على الزوج قبل رغبته في الاختلاء بها وذلك من خلال تغير اسلوبه في الكلام وطريقة تعامله. ومثل هذه المواقف تعكس قناعة لدى الزوجة بأن شريكها ماهو إلا كائن حي لا تحركه سوى الغريزة وبمعنى آخر نكرة وليس هذا فحسب، فهذا النوع من الأزواج يفرض الأنظمة العسكرية في منزله فيجعل من أعضاء أسرته يترقبون تدخلا لفرقة الطوارئ في أي وقت مما يبث فيهم سمة القلق ويحرم أبنائه من الضحكة الأبوية ويوفرها لزملاء العمل. معتقدا بأن وظيفته كأب مقتصرة على ملأ الثلاجة باللحوم المثلجة والفواكه الطازجة...
لقد أوصى الإسلام بالأقربون حيث جاء في الحديث ”الأقربون أولى بالمعروف“، وتدخل الزوجة والأولاد ضمن هذه القائمة. وعلى ذلك النكرة الذي يشتم زوجته بأعلى صوته ويبرح أولاده ضربا لأتفه الأسباب عليه أن يعرف جيدا بأنه سوف يجني ثمار تعامله في المستقبل القريب كأسرة مضطربة تنتكس لأتفه الأسباب، وتنهار في أبسط الظروف، ومن النتائج التربوية للزوج النكرة أن يبحث كل من أعضاء الأسرة عن الحب بطريقته الخاصة. وفي نهاية المطاف عندما يرى النتائج يصعب عليه أن يحاسب نفسه، لأنه يرى في ذاته نموذج الزوج الصالح وبالتالي يشعر بالرضا تجاه نفسه. والحقيقة أن تلك المعايير التي قيم بها نفسه كزوج إنما هي من خلال المعايير الاجتماعية أو المهنية وبطبيعة الحال تلك المعايير غير صالحة لتقييم كفاءة الزوج.
علينا جميعا محاسبة أنفسنا من وقت لآخر فقد نكون تسللنا نحو ساحة الزوج النكرة وأن رضا الأولاد وشفافيتهم نحو الأب إضافة الى محبة وإخلاص الزوجة لزوجها هي المعيار الحقيقي للزوج المخلص...