آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

أمهات القطيف وأم طالبة تبوك.. في ضمير أعور!!

مريم آل عبد العال *

لننتبه في حادثة أم طالبة تبوك التي وافتها المنية قهراً على رفض قبول ابنتها المتخرجة بدرجة امتياز عند طلبها الالتحاق بجامعة تبوك مؤخراً، إلى أن قلبها المفطور وبكل أسى يشابه فطر آلاف القلوب من الأمهات بمحافظة القطيف..

زفرات الأم الجنوبية المقهورة التي تنهدتها من لوعتها على ابنتها ذات نسبة 99.98% والتي تم رفضها بحجة أنها من محافظة أخرى ولأنها ليست حتى خريجة من مدارس محافظة تبوك وفقاً لشروط الجامعة وجامعات كثر بالسعودية، تتنهد هذه الزفرات مراراً كل أم قطيفية تواجه الموقف نفسه عند تقديم ابنها/تها طلب التحاق بجامعة نائية في أنحاء المملكة حيث يُرفض فيها ابنها أو ابنتها لذات الحجة إلا إن كانت هنالك مقاعد فائضة.

تتعاطف أمهات القطيف لحال طالبة من جازان لا تقبل في تبوك وكلا المحافظتين بهما جامعة...!!

فماهو حال كل أم قطيفية لا تقبل الجامعات السعودية أبناءها بحجة شروطها التي لا تقبل إلا أبناء المحافظة المنشأة فيها...؟؟؟! والقطيف بلا جامعة؟؟؟!

من لحق أبناء القطيف بالجامعة يا وزارة التعليم؟ ومن لمعاناتهم؟؟!..

يتم إنشاء جامعات وفروع في المحافظات المحيطة بالقطيف، ويستنزف وقت الطالب القطيفي لتعني مشقة المسافة وإليها، هذا إن قبل، في حين يتم تسهيل المسافات على أبناء الوطن إلاه..؟؟!

هل وجدت الأم القطيفية تعاطفاً لظلم حق القطيف بجامعة، حقها المثبت بمعايير الدولة في إقرار الجامعات، إذ لا توجد جامعة في القطيف لخريجي الثانوية من أبناءها...!!

نتعاطف مع الأم الجنوبية يا وزير التعليم لأنها تكبدت جزء من ألم 40 ألف من أبناء القطيف وأمهاتهم ومرارة الرفض والمعاناة والشتات مراراً كل عام لأن القطيف لا جامعة بها...!!

فلو افتراضاً وضع ابن القطيف قبالة أبناء الوطن في أي قضية جامعية مجحفة الحق في رفض أو قبول، وفي أي حق كان، فليقارن بالأمن من حوادث الطرق السريعة أو في غلاء المعيشة المصاحب لأي طالب يكابد علات الغربة لعدم تهوين الدولة على حاله بإقرار جامعة له في محافظته...!! وبهذا تستشعر الأم القطيفية قهر الأم الجنوبية..!!

لا يُحجم ظلم طلاب أنحاء المملكة إن ظلموا من أي حق بجامعاتهم أو جامعات محافظات أخرى سعوا للتقديم فيها، إلا أن ابن القطيف يُظلم على اتساع حقه وحجم أحقيته بلا إنصاف، منذ أكثر من 25 عام يعلو فيها صوت المطلب وبحملات أهلية وبتواصل رسمي وبدراسات أكاديمية تؤكد الحق، تقر أن:

- القطيف تستحق مدينة جامعية لأن بها أكبر حجم طلابي في الساحل الشرقي من الوطن ولا يوجد بها صرح جامعي!!

- وحينما حجمها السكاني يؤهلها لاستحقاق مدينة جامعية وليس جامعة فقط إذا ما قورنت بالمدن التي تحتضن مدن جامعية في داخل المملكة وخارجها...

- أن تتوسط القطيف الساحل الشرقي مما يعني أنها موقعاً استيراتيجيا لإنشاء جامعة تخدم خمس محافظات، بلا أي استغلال لهذه الموقعية..!!

- ويصعب الجدل في أن القطيف المحافظة الوحيدة من فئة «أ» وهي رابع أكبر تعداد سكاني بينهم لا تحتوي على جامعة..

- وحين أن القطيف تحتل المركز السابع عى مستوى المملكة من حيث حجم المجتمع الطلابي للمرحلة الثانوية وهي الوحيدة التي تفتقر لأي صرح جامعي من بينهم.

- والقطيف بها أعلى نسبة سعوديين من بين أكبر عشر تجمعات سكانية في المملكة إذ تصل تلك النسبة إلى «87 %» في التعداد الإجمالي والبالغ «524، 182 نسمة»، بينما يقدر المعدل العام في المملكة ب 69 %.

- لما يتم جعل التعليم الأهلي أولوية على التعليم العالي في القطيف وبتخصصات الدبلوم ذات الوظائف الأدنى رتبة، بدون أي موائمة مع مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، فلا إنصاف في مساواة الحقوق على مستوى محافظات المملكة حتى يزج خريجوها لطبقة كادحة بأقل مستوى في التعليم بين المحافظات وبنسبة لا يستهان بها..!!

- لكون المنطقة الشرقية جسد الاقتصاد الوطني والقطيف قلبها فهي عاصمة الصناعات البترولية والبتركيماوية وصناعة التعدين وقطاع تحلية المياه والكهرباء والصناعات التحويلية والقطاع المالي وقطاعي الزراعة والأسماك والتي تزداد حاجتها لكادرٍ بشري مؤهل من ابناء الوطن لتغطية الحاجة لكل قطاع..!!

على من تعاطف مع قضية أم طالبة تبوك أن يحرك وجدانه اتجاه الأمهات في القطيف أيضاً إلا إن كان الضمير أعور... فيصحو هناك ويعمى هنا..

ولا مزايدة على قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ «1» الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ «2» وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ «3».

كاتبة صحفية - إعلامية وناشطة في مجموعة قطيف الغد