إنتقادات واسعة لمناظر الإسراف في طعام ”مضايف عاشوراء“.. ودعوات للتقنين

إنتقد عدد من أهالي مدينة القطيف حالة الإسراف والتبذير التي يمارسها قاصدي المضايف المنتشرة بالقرب من المآتم الحسينية وفي الطرقات خلال أيام عاشوراء، وذلك لأخذهم ما يفوق عن حاجتهم، مما ينتج عنه رميها في النفايات وحرمان ممن هم بحاجةٍ فعلية إليها.
ووصف مدير مركز الفقاهة للدراسات والبحوث الفقهية في القطيف الشيخ جعفر البناوي بأن الصور التي تُشاهد هنا وهناك على أنها ”منظر غير لائق“.
ولفت مدير مركز الفقاهة للدراسات والبحوث الفقهية إلى أنه قد يغيب عن البعض عناوين كثيرة ”محرمة“ ولا يستحضروا سوى عنوان الإطعام والبركة في العشرة من محرم الحرام ويغيب عنهم الإسراف والتبذير، مشدّدًا على إن طبخ الطعام لأعداد تفوق المتوقع يُعد ذلك نوعًا من ”التبذير“.
وبيّن الشيخ البناوي أنه لا يشك في ”صدق نوايا“ القائمين على المضايف بأنهم يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بهذه الخدمة علهم يظفرون برضاه ورضا رسوله ص وأهل البيت ع، إلّا أنه ينبغي الإنتباه من الإسراف والتبذير حتى يكون عملهم لا يشوبه ”إشكالًا شرعيًا“.
ودعا رئيس مجلس إدارة جمعية القطيف الخيرية عصام الشماسي إلى ضرورة وجود برنامج واعي ودقيق جدًا لتقدير الكميات الذي يحتاجها كل حي ومنطقة بهدف تحقيق الهدف من الإطعام، ولتجنب الهدر والإسراف.
وأشاد الشماسي بالأفكار المطروحة من البعض والتي تهدف لعملية التقنين في الإطعام وعدم الإسراف، مشيرًا إلى وجود ما أسماها ب ”الموجة“ من الوعي بهذا الإتجاه، آملًا أن تُنتج تيارًا واعيًا يراعي الضوابط الشرعية.
وحمّل مسؤول الوحدة الإدارية ومشرف اللجنة الصحية بلجنة التنمية الاهلية بالقطيف أمين الزهيري رجال الدين مسؤولية ما أسماه ب ”عشوائية التوزيع“ في الإطعام، مطالبًا إياهم بالوقفة الصادقة لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال تكثيف حث المجتمع على عدم الإسراف.
وأكد الزهيري على إن المجتمع بحاجةٍ إلى توعية في جانب الإطعام، حيث ينبغي أن لا يأخذ فوق حاجته لكي لا يُرمى شيئًا، كما طالب كل من يريد دعم تلك المضايف أن لا يكون التركيز على الطعام فقط بل فيما ينفع.
وتساءل الصحفي حسين آل ربح ”لماذا لا نأخذ قدر حاجتنا فقط ونترك الباقي لغيرنا؟!“، منوّهًا بوجوب أخذ مقدار حاجتنا والتأكد مما نرغب إليه من الطعام قبل مغادرتنا المضيف.
وأضاف، لو أخذ كل واحد منا ما يحتاجه فقط بدون أي زيادة فلن نرمي الأكل في القمامة ولن يزيد، ولكن الخطأ أن نقوم بأخذ الكثير من الطعام، أنا آخذ وأبي يأخذ وأمي تأخذ وأختي تأخذ وفي النهاية مطبخ البيت يمتلئ بالأكل، ونأكل ما نريد والباقي إلى القمامة أو إلى الحيوانات.