«عيش الحسين».. علامة مسجلة في القطيف خلال عاشوراء

عيش المحموص اضحى علامة مسجلة لاحزان اهل بين النبوة، حيث تغطى هذه الطبخة على سواها من الطبخات الكثيرة التي يكثر توزيعها في مواسم الاحزان ولاسيما موسم الاسى والحزن محرم الحرام.
والمحموص او ”عيش الحسين“ الذي اشتهرت بهِ بعض بلدات محافظة القطيف يمتاز بلونه البنّي الغامق المائل إلى السواد قليلاً، وذلك كنتيجة لوجود كميات البصل الكبيرة المحمصة جيداً بالزيت في قعر القدر، والليمون الأسود الجاف.
في صبيحة أيام عاشوراء يبدأ العمل على قدم وساق من إعداد القدور، وإشعال النار إلى تقشير البصل، وتقطيعه على شكل شرائح «أهلة» أي بطول الثمرة، إلى تحميصه «تحميسه» - باللهجة القطيفية الدارجة - في قعر القدر مع الزيت دون إحراقه لحين يتغير لونه الزهري إلى البني المحروق «المسود قليلاً»، حتى إضافة الماء ومن ثم اللحم والأرز عليه بعد ذلك.
فالمجالس الحسينية على مساحة جغرافيا القطيف تسبط موائدها طيلة ايام محرم الحرام بمئات من الصحون من عيش المحموص، بحيث لا يكاد يخلو منزل من هذه الطبخة، اذ تبقى غائبة طيلة السنة باستثناء مناسبات الائمة، فيما تكون حاضرة على المائدة مع دخول هلال محرم الحرام.
المحموص بات رمزا للحزن لدى غالبية سكان القطيف، فهو يذكر بمأساة الامام الحسين والفاجعة الكبرى التي حلت باهل بيت النبوة
على يد شيعة ال بني سفيان في كربلاء.
هذه الطبخة يندر وجودها في مناطق اخرى غير القطيف او بعض قرى البحرين، فهذه الوجبة باتت متلازمة مع اعلان الحداد الرسمي على الائمة الاطهار ولاسيما ابو الاحرار الامام الحسين الذي يتفانى الجميع في تقديم الغالي والنفيس في سبيل اعلان مظلوميته بشتى الوسائل ومنها تقديم الطعام مجانيا طيلة ايام العشرة.