آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 4:55 م

حقوق المهاجرين في خطر

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

منظومة حقوق الإنسان والتشريعات الأوروبية الإنسانية، أمام أزمة قادمة، بعد تصاعد التيار اليميني المتطرف

قبل أيام وفي أثناء تقليبي للقنوات الفضائية شاهدت عنوانا لافتا في إحدى القنوات الأميركية هو: ”نهاية النظام العالمي القديم“، العنوان كان يجمع صورا لخمسة من قادة الدول العظمى: أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، في إشارة إلى أنهم، بمعية ”أوباما“، في طريقهم للرحيل، وكأنهم يريدون القول إن ”بداية النظام العالمي الجديد“ ستكون بقيادة الأحزاب اليمينية القومية الشعبوية المعادية للأجانب.

وما نشهده اليوم، في بعض الدول الغربية، هو اتجاه نحو مزيد من التطرف، والانغلاق، ورفض الآخر، وبناء الجدران لمنع دخول المهاجرين. وهو ما سينعكس سلبا على المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، فاليمين المتطرف في مواقفه يدعو إلى التدخل القسري، واستخدام التشريعات التعسفية والعنف، للحفاظ على تلك التقاليد والأعراف في المجتمع.

لذلك يتصف اليمين المتطرف في أوروبا مثلا بالتعصب القومي لجنسه، والتعصب الديني ومعاداة المهاجرين من الشعوب الإفريقية والآسيوية، إذ يرى أن ما يحدث من جرائم وسرقات هو بسبب زيادة الهجرة، فلنأخذ أمثلة لبعض الدول وكيف تنامى فيها اليمين المتطرف:

- 1 فرنسا: حزب الجبهة الفرنسي القومي تترأسه المرشحة حاليا ”مارين لوبان“، فهي الوجه الأوروبي للرئيس الأميركي ترمب. فهما يتحدثان ذات اللغة السلبية العدائية، وخاصة عن حقوق المهاجرين.

- 2 النمسا: كادت النمسا تنتخب رئيسا يمينيا متطرفا من ذات المدرسة الفكرية التي تخرّج فيها ترمب، وهو ”نوربرت هوفر“ من حزب الحرية المعادي للمهاجرين، ولكن استطاع منافسه ”ألكساندر فان دير بيلين“ انتزاع الفوز في اللحظات الأخيرة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا أبطلت النتائج، وبذلك سيكون لليمين المتطرف فرصة جديدة للفوز بكرسي الرئاسة.

3 - بولندا: حصل حزب القانون والعدالة اليميني على نسبة 39% من الأصوات التي مكنته بقوة من أن يدخل في الحكومة الجديدة.

4 - المجر: سيطر فيها الحزب اليميني على آخر ثلاثة انتخابات، مما جعلها توصف بالنظام الشمولي في نظر الدول الأوروبية. - 5 السويد: تمكن الحزب اليميني في 2014 من الحصول على نسبة 13% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، ويدعو الحزب إلى وضع تشريعات صارمة على قانون الهجرة، وكذلك إجراء استفتاء حول عضوية السويد في الاتحاد الأوروبي.

6 - اليونان: حزب الفجر الذهبي اليميني يعتبر من أبرز الأحزاب اليمينية المتطرفة في اليونان، واللافت أن المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان في 2013 وصفه ب ”النازي الجديد“، إذ يمتلك نظرة متشددة تجاه المهاجرين، ويرى أن الاتحاد الأوروبي سبب دمار اليونان.

- 7 ألمانيا: حزب البديل الألماني من المتوقع أن يكون أول الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تصل إلى البرلمان الألماني منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد استطلاعات الرأي الأخيرة، ويمكن ملاحظة آثار ذلك مع المستشارة الألمانية ”ميركل“، بعد قرارها الجريء بفتح أبواب ألمانيا أمام المهاجرين البؤساء، إذ اتُهمت بالإساءة إلى المجتمع الألماني وإلى قيمه ومبادئه، كما اتُهمت بإحراج الدول الأوروبية الأخرى، وخاصة الشرقية منها، وتصويرها وكأنها ضد حقوق الإنسان.

- 8 بريطانيا: حزب الاستقلال البريطاني يعتبر من أبرز الأحزاب اليمينية وهو حزب معارض للاتحاد الأوروبي، وتمكن من الحصول على أعلى الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي في بريطانيا، وله شعبية كبيرة خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وخلاصة القول إن منظومة حقوق الإنسان والتشريعات الأوروبية الإنسانية، أمام أزمة قادمة، بعد تصاعد التيار اليميني المتطرف. فهل ستصمد هذه المنظومة الحقوقية الدولية والأوروبية، وخاصة حقوق المهاجرين واللاجئين في ظل أزمتهم؟

الأيام بيننا وفي ربيع 2017 ستكون البداية مع ”ترمب فرنسا“.