آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

الجهود الفردية في صناعة مهرجان الأفلام السعودية

عبد الوهاب العريض * صحيفة الشرق

لم يكن يوم أمس من الأيام العابرة على المنطقة الشرقية، فقد احتفل ما يزيد على ألف شاب وشابة بختام مهرجان الأفلام السعودية الرابع، في خيمة أرامكو الثقافية.

لم تكن الدورة الرابعة مجرد أفلام شبابية يتم عرضها ومناقشتها، بل كانت عرساً سينمائياً حقيقياً عاشته المنطقة الشرقية بحضور عدد من الشخصيات الثقافية البارزة في المملكة، التي بقيت لخمسة أيام متواصلة في هذا العرس السينمائي، الذي لم يختلف كثيراً عن تلك المهرجانات الخليجية التي تقيمها جهات رسمية في الإمارات وقطر والكويت والبحرين، والذي اختلف في هذا المهرجان هو أنه صناعة سعودية متكاملة من خلال الشخصيات ومن خلال الحضور البارز أثناء عرض الأفلام والورش المصاحبة.

جهود رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون فرع المنطقة الشرقية الشاعر أحمد الملا، كانت حاضرة بقوة من خلال إشرافه على كافة اللجان ووجوده على مدار الساعة مع الضيوف في الفندق والورش - وكأن لا وقت للنوم - أثناء المهرجان. وكان حضور رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ سلطان البازعي أيضاً في كافة العروض والمناقشات، دليلاً على أن الرغبة الحقيقية لدى الجمعية وجميع القائمين على هذا المهرجان بأن يتحول في العام المقبل إلى مهرجان سينمائي حقيقي يتم عرضه في كافة صالات العرض السينمائي التي يمكن أن تفتح خلال الفترة المقبلة بالمجمعات التجارية.

تواردت أخبار كثيرة يوم أمس عن قيام الشركات السينمائية في دول الخليج بمناقشة الشراكة الحقيقية مع الجهات المسؤولة في العروض السينمائية، حيث إن عشرات الآلاف من شباب المملكة يقضون أوقات فراغهم في حضور أحدث الأفلام في دول الخليج المجاورة، وفي اعتقادي لقد حان الوقت لأن يقضي شبابنا وقتهم في صالات العرض «السعودية» وليست الخليجية.

لقد أصبح الممثل السعودي اليوم موجوداً في كافة الدراما الخليجية والعروض السينمائية، حيث نجد الممثل إبراهيم الحساوي - على سبيل المثال وليس الحصر - مطلوباً في كافة الأفلام الخليجية الهادفة، التي تبحث عن ممثل حقيقي، كما أن الحساوي يحصد الجوائز في الأفلام التي يشارك فيها من خلال أفضل شخصية، عن الفيلم المشارك به.

آن الوقت أن تقوم هيئة الترفية بعمل شراكة حقيقية مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون لرعاية هذه المواهب الشابة ويكون العمل مؤسسياً لا فردياً، يعتمد على الجهود الفردية سواء كان من قِبل العاملين في المجال السينمائي السعودي أو المبادرات التي يقوم بها رئيس فنون الدمام أحمد الملا لقيام مثل هذا المهرجان، قبل النظر إلى التكاليف ومن سيقوم بدفع الفواتير، التي تقدر قيمتها بمئات الألوف من الريالات، والدعم الرسمي لهذا المهرجان ما زال أقل أو نقول شبه معدوم. بينما قامت الجمعية هذا العام بتجربتها الأولى في إيجاد شباك تذاكر بمبالغ رمزية لمن يريد حضور المهرجان، وكانت المفاجأة أن جميع التذاكر أصبحت مبيعة، للعروض داخل خيمة أرامكو أو الساحة الخارجية. إذاً آن الأوان للتفكير الجاد كيف تكون الصناعة السينمائية في السعودية عاملاً مهماً في الترفية وكذلك باباً من أبواب الدعم الاقتصادي المهم للبلاد.