آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الإرهاب والطائفية خطرٌ واحد!

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

حدثان أمنيان مهمان وقعا في السعودية في غضون أيام قصيرة. عملٌ إرهابي في مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية، حيث قتل اثنان من رجال الأمن، بعد أن هاجمتهم مجموعة مسلحة ولاذت بالفرار. والثاني، إعلان وزارة الداخلية السعودية عن ”خلية الحرازات“ التي ضمت 46 فردا ألقي القبض عليهم، وهي الخلية المسؤولة عن اعتداء الحرم النبوي الشريف في يوليو 2016.

بالرغم من الاختلاف الفكري والمذهبي بين المجموعتين، إلا أن المشترك بينهما هو حمل السلاح، وتوسل العنف طريقا لفرض الأفكار، والخروج على القانون وسلطة ”الدولة“.

الإرهاب لا يرتبط بمذهب معين، بل هو سلوك إقصائي تمارسه جماعات ذات تفكير أحادي، راديكالي، لا يؤمن بأحقية الآخر في الاختلاف، أو بالحوار مسلكا للتواصل والتغيير والإصلاح.

الموقف من العنف يجب أن يكون واضحا، دون مواربة أو تردد. لأن خطر رفع السلاح تجاه رجال الأمن والمواطنين، يتعدى الأهداف التي تعلن عنها الجماعات الأصولية، وينذر بتقويض السلم الأهلي، ونشر النزاعات المجتمعية والمذهبية.

على ذات المستوى من الخطورة تأتي مسألة ”الطائفية“، بوصفها إرهابا رمزيا وفكري، يؤسس للعنف المادي، ويعطي الشرعية لتكفير وإقصاء المختلف وتدنيسه.

مواقع التواصل الاجتماعي نجدها بعد كل عمل إرهابي في السعودية، تزدحم بكثير من التغريدات المحرضة على الآخر، والتي تسعى إلى دفع مكونات المجتمع المختلفة إلى الصدام فيما بينها.

تغريدات بالمئات في ”تويتر“ تحرضُ أصحاب كل مذهب على الآخر، وتنسب الإرهاب لمنطقة دون أخرى، وتسائل مثقفي وعلماء الدين في منطقة ما عن موقفهم تجاه الإرهاب الحاصل من أبناء مكونهم المذهبي!. وهي التساؤلات التي تأخذ طابعا طائفيا وعنصريا، من شأنه أن يزيد من منسوب الاحتقان المجتمعي.

المثقفون عليهم أن ينتبهوا إلى لعبة ”المُساءلة الطائفية“، وأن لا يقعوا في شراكها. لأنها لعبة تروم الانتصار لـ ”المذهب“ عوض الانتصار لـ ”الوطن“، ويريد أصحابها تقديم ذواتهم وكأنهم اصحاب الفكر والدم النقي!.

إنه لمن الغريب أن يُنسب الإرهاب لمدينة معينة، أو مذهب، أو يطالب أهل بريدة أو القطيف أو الرياض أو أبها، يطالبون بإعلان براءتهم من الإرهاب في كل مرة يخرج فيها أحد أبناء هذه المدن شاهرا بندقيته العمياء تجاه المواطنين، مكررين مواقف واضحة أعلنوها مرارا وتكرارا. كما يشتهي المحرضون في ”تويتر“.

إن المنطق الشائع في الشبكات الاجتماعية، منطق شعبوي، غرائزي، يجعل الفرد غريق ”الهويات الفرعية“ الضيقة.

الرؤية السليمة تقتضي أن نرفض العنصرية والطائفية والتحريض، في ذات الوقت الذي نرفض فيه الإرهاب والعنف. وإلا سنكون مساهمين في إذكاء نار النزاعات، عوض العمل على إخمادها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ابوشهاب الجيراني
[ الدمام ]: 5 / 5 / 2017م - 6:13 م
رحم الله شهداءالواجب ،، اننانعيش في محنة واختبار والمتربصين بوطننا لن يهدأ لهم بال ولن يستكينوا حتى يروا وطننا لاسمح الله ممزق أهله متناحرين ، نعم هذه غاية اعدائنا وقد استطاع اعدائنا ان يجندوا ابنائنا من فئتي الطائفتين وكلا الطائفتين الكريمتين برآء من افعالهم بل برآء منهم ممن باعوا أنفسهم ليكونوا اليد المنفذة لأجندة عدونا المتربص بوطننا،ان مايقوم به الأرهابيين من قتل لرجال الأمن وترويع للآمنين وفساد في الأرض هي اجندة خارجية وعليناان نعي مايخطط له المتربصون بوطننا ووحدة ابنائه للأسف الشديدكتاباتنا وتعليقاتنا عبرشبكات التوصل الأجتماعي يعتبرتناحر طائفي بامتياز من خلاله عدونا يقيس مقدار تفككنا ومدى جاهزيتنا للتناحر وقتل بعضناالبعض ،ان عدونا استطاع ان يجندابنائنا على هدف واحد فهم عملتان لوجه واحدفكيف لنا لانتوحد لأننا على علم ان عدونا لايهمه شيعي ولاسني بل همه تمزيق الوطن ،ان الثوابت المشتركةبين أبناء الوطن كثيرة دينيا واجتماعيا فالدين يجمعنا امااختلافنا مذهبيا فلاارى انه يوصلنا للتناحر فالثوابت بين المذهبين تعادل 95بالمائةوالأختلاف ليس عقائديا انماحول رموز تاريخيه فالأمام علي ليس حصراللشيعة وأبوبكر وعمر رضي الله عنهم ليسوا رموزا للسنة فقط فاختلافناحولهم لايعطيناالحق بالتناحروكرهناللبعض فهم رموز تاريخية ماقموابه في صدر ألأسلام من اعمال جليلة ومنهانصرت الرسول الأكرم توجب علينا إنصافهم والترضي عليهم ويجب علينا ان لانجعلهم سببا لتناحرنا وتمكين عدونا من تمزيق وطننا
2
أبو محمد ?
6 / 5 / 2017م - 3:18 ص
الحوادث الجنائية لها دوافع وأسباب لا يمكن تغليفها بأثواب مذهبية او مناطقية او قبلية ..!!
البطالة والملل دائرة تتوسع يوم عن يوم ..!!
مجرد راي كل الحوادث لها مسببات اقتصادية بشكل من الاشكال ..!!
اما تحميل مذهب او قبيلة او منطقة تصرف أحد الجناة يعتبر هروب من المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الاعلامية ..