آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

”الثرى والثريا“

علي العبكري

فُجع الوسط الفني عامة وشعب الخليج العربي خاصة برحيل الكوميديان الأول عبدالحسين عبدالرضا إلى ربه بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن.

الراحل الكبير غني عن التعريف فهو فارس البسمة وإمبراطور الضحكة، سطر أروع قصص الكوميديا سواء تلفزيونًا أو مسرحيًا في مسيرة امتدت لأكثر من أربعين عامًا، وأنا لست بصدد كتابة سيرة هذا النجم المعطاء الذي انتزع حب الملايين من المحيط إلى الخليج إنما بصدد المقارنة بينه وبين نجم آخر من نوع آخر تمامًا.

النجم الآخر هو الدكتور علي الربيعي نجم موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فهو يمتلك متابعين ”فلاورز“ بالملايين وصاحب تغريدات رنانة، نجمنا عبدالحسين صاحب جماهير حقيقية أما متابعي الربيعي فالله العالم هل هؤلاء المتابعين ”المروتتين“ حقيقيين أم تم شراؤهم وما أكثر من يعمل ذلك في سبيل شهرة مصطنعة.

والذي يدعوني لهذه المقارنة أن البعض وللأسف الشديد يتفاخر بعدد متابعيه ومعجبيه في وسائل التواصل فيغتر بذلك كل الغرور، فينفش ريشه ويصعر خده وربما ارتكب حماقات مثل ما قام به صاحبنا الربيعي.

الربيعي كان ومنذ مدة طويلة صاحب سجل مُعفن في التغريدات الطائفية الناقضة للوضوء، ومع ذلك لم يلتفت له أحد بل أن الكثير يجهل وأنا أولهم عن الدكتوراه التي يحملها في أي تخصص؟ وعن مكان تدريسه في أي جامعة وأي كلية؟ ولكنه فتح على نفسه بابًا لا يسد عندما احتك بنجم حقيقي لم تصنعه وسائل التواصل ومتابعيها عندما غرد بعدم جواز الترحم عليه وكأن الرحمة هبة يهبها علي الربيعي ومن هم على شاكلته لمن يشاؤون! فأثار بهذه التغريدة الحمقاء عاصفة كبيرة من الإنكار والاستهجان ولم ينفعه اعتذار أو تبرير وانتهى الأمر بإحالته للنيابة العامة وإقفال موقعه على الشبكة العنكبوتية.

نعم هكذا انتهت المواجهة إن صح التعبير، مواجهة بين نجم إذا ظهر أحسست بالفرح والسرور وآخر بالهم والضيق، بين نجم إذا شاهدته أحببت الدنيا والحياة وآخر يجعلك تكرهها بل وتلعنها ومن عليها، بين نجم واجه طاغية العرب في ”سيف العرب“ وفرقة العرب ب ”باي باي عرب“ وبين آخر يزيد الطغاة فيهم ويزرع بذورًا أخرى للفرقة والجهل.

نعم هذه هي النهايات وهذه هي الفروقات وبعض الاختلافات فأين الثرى من الثريا؟

أخيرًا،

خالص العزاء والمواساة لأسرة الفنان الراحل عبدالحسين عبد الرضا، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته إنه أرحم الراحمين.

علي العبكري