آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

الباطن.. بعيدًا عن السياحة

محمد سعيد الخباز صحيفة اليوم

حينما يذكر الباطن، فإنك تتحدث عن مثال استثنائي وفريد من نوعه بين أندية دوري جميل الممتاز لكرة القدم، تلك الأندية التي غرقت في وحل الديون، لكنها أصرت على الخروج في رحلات «سياحية» إلى العديد من المدن الأوروبية، من أجل اقامة معسكرات استعدادية للموسم الجديد، «كما يدعون».

كل تلك المعسكرات الأوروبية الفاخرة، أثبتت فشلها بنجاح، عقب جولتين فقط من دوري جميل، ليخرج المسؤولون بتبريرات واهية حملت عنوان: «اختلاف الأجواء».

ويبدو أن الهلال كان الناجح الوحيد من الفرق التي «صيفت» في اوروبا، حيث حقق انتصارين متتاليين، لكنهما لم يحملا أيا من جمال الزعيم المعتاد.

أما الباطن، الذي نجح في البقاء بدوري جميل الممتاز، عقب مباراة الملحق في الموسم الماضي، فلم تأخذه الزهوة بالنفس، وقرر أن يخوض معسكرا خارجيا بجمهورية مصر العربية، في سيناريو مكرر لمعسكر استعداده لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، قبل أن يتفاجأ بصعوده لدوري جميل قبل أسبوعين فقط من انطلاقه.

التواجد في إحدى الدول العربية، والتي تقارب في مناخها مناخ المملكة، أعطى ثماره كاملة، فقد قدم فريق الباطن مستوى متميزا خلال لقاءي الجولتين الماضيتين، أمام كل من الاتحاد وأحد، وسط ارتفاع في مستوى اللياقة البدنية، والمستوى الفني، والأهم من ذلك، بعيد كل البعد عن البذخ المالي، الذي ظهرت به تلك الفرق التي تواجدت في المعسكرات الأوروبية.

النجاح الذي حققه الباطن، من خلال تصدره دوري جميل مع نهاية الجولة الثانية، وإصراره عقب ذلك على إقامة معسكر داخلي خلال فترة التوقف، يقودنا للحديث عن العمل الإداري الكبير الذي تقوم به مجموعة العمل المنظمة والمتكاملة في فريق كرة القدم، وعلى رأسها رئيس النادي ناصر الهويدي ونائبه مبارك الظفيري، اللذان يملكان العديد من أسرار التفوق والنجاح، نظرا للخبرات المتعددة التي يمتلكانها والحنكة الإدارية الكبيرة، اضافة لشخصيتيهما المتميزتين، واللتين انعكست آثارها ايجابيا على أداء الفريق وروحه المعنوية.

وعلى الرغم من البدايات الجميلة، ومعرفة ووضوح الأهداف لدى أبناء الباطن، تبقى إدارة العمل بنفس الفكر والطريقة، هي الأهم خلال المرحلة المقبلة، من أجل ضمان بقاء الفريق لموسم ثانٍ في دوري جميل الممتاز، ولم لا التواجد على مقربة من الفرق المتنافسة على لقبه.