آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

لنكرم الكفاءات يا مضر

جمال الناصر

في لحظة من الواقع، حيث التأمل، يتبعثر على شاطئ الذات، وفوضى المشاعر المعجونة بالشدو والغبن. لسنا في مقام الحديث عن الماضي ولا عن شخصية، كان لها الدور الكبير في تحقيق الإنجازات المحلية وخارج أسوار الوطن الغالي، ليس هناك في جعبة الكاتب إلا همهمات، تعوزها لغة، موقف، يغرس في ذواتنا بأننا، نقدر الكفاءات، التي تحتضنها القديح، لنبعث فيها كل الثقة والتحفيز المكلل بالتقدير. حين قدم المشرف على كرة اليد بنادي مضر علي سعيد مرار، ليعلن ابتعاده جديًا عن الساحة الرياضية، كعنصر إداري في الإدارة المشرفة على كرة اليد، أن يغادرنا دون احتفاء وتكريم، فإنه محط عشواء في استراتيجية مجلس الإدارة، الذي يمثل مرار عضو مجلس إدارة فيه.

نعم، سبق أن قدم مرار في الأعوام السابقة استقالته، وتم العدول عنها، لإسباب أوضحها هو، في حينها، ويبدو أن استقالته الأخيرة، لا انثناء عنها، ليتفرغ لأسرته وأموره الشخصية والعملية. إنه لغريب جدًا، أن نبصر الآخرون، الذين ينتمون إلى الشارع الرياضي في محافظة القطيف والمناطق التابعة لها، يكرمونه لما قدمه في كرة اليد، بشكلها الكلي، لتكرمه ديوانية الشبركة الأسبوع الماضي، ويتلقى من أبناء سنابس دعوة، لتكريمه بين رائحة مياه البحر، حيث يمثل فريق النور المنافس الأكثر شراسة في مواجهة فريق مضر، ليكون لقاء الفريقين، كأنما مباراة نهائية بامتياز.

أمثالي لا يمثل شيئًا في كيان نادي مضر، وليس لي أية علاقة عملية فيه، كعمل مهني، سوى أني أعشق هذا الكيان من رأسي لأخمص قدمي، إضافة لكوني من أبناء القديح الطيبة الذكر، أشم رائحة نخيلاتها، وأقبل رأس كبارها، أولاطف صغارها، متعلقًا بنبضاتها، في ارتشاف قهوتها الصباحية، مكتسيًا رداء شرف خدمتها. ألم يحفر مرار الصخر، لإنشاء صرح شامخ، عنوانه ”كواسر مضر“، ألم يتحدى كل الظروف والعقبات، ليتجاوزها، متكاتفًا ومتعاونًا مع الجميع. وعليه لم أقف هنا بين عتبات القرطاس، لأصفي مرار من السلبية أو أجعله رمزًا، لا تكتنفه الأخطاء، ولكن ما أراه، داعيًا له ومطالبًا به، كما طالبت سابقًا بتكريم الدكتور سعيد الجارودي، أطالب بتكريم علي مرار، تكريمًا، يليق به.

إنه - ربما -، يظن العض - أقول ربما -، أني أعطي الرجل أكثر من حجمه أو ثمة نية هنا أو هناك، ليلغي استقالته، ويعود حيث كان، ويكون. إن كل الحروف في هذا المقال المتواضع، لن ولم يكون مقالاً، يطالب بذلك، أمر استقالته يعنيه هو، وما يعنينا، كمجتمع، أن نقدر الآخرين، لا أخفي على القارئ، بأنه قبل الموسم الماضي، تحديدًا في الموسم، الذي كان المحترف البحريني حسين الصياد، تم التعاقد معه، ليكون ضمن فريق مضر، زارني مرار مع بعض الأخوة في الشقة، بعد عودتي من السفر، وأثناء انصرافهم، بعد تقديم واجب الزيارة، طلبت من مرار الاستقالة. لذا بين هذه الأحرف، كلي رجاء من مجلس إدارة مضر، أن تجعل من التكريم ثقافة، تتبعها لكل من يخدم الكيان، على حد سواء مرار أو غيره من الإخوة العاملين.

نهاية، علي مرار، مشرف لعبة كرة اليد بنادي مضر، أنا لست غنيًا، وليس لدي إلا ما، أعتاش عليه، ولست ضمن مؤسسة رياضية أو اجتماعية في القديح، لأكرمك تكريمًا، يليق بك. إن هذا اليراع الجريح، كل الزاد، الذي أعشقه ويعشقني، من أصدقه ويصدقني، لذا فإنه، يكرمك بأحرفه، لتقبله. شكرًا لكل الجهود، التي قدمتها، لم تقصر، جزاك الله خيرًا، أسعدتنا كثيرًا، لتسعد في أيامك المقبلات، ليوفقك الله في حياتك العملية والأسرية، شكرًا لسعة صدرك مع أمثالي، اختلفت معك كثيرًا، أثقلت عليك بكثرة النقاشات، التي لم أراك فيها إلا واسع الصدر، شكرًا لتكريمك أمثالي في حفل تكريم لعبة السلة في النادي ذات لحظة تقدير، كنت ولازلت وستكون في ذاكرتنا.