آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 5:37 م

الوقاحة

سامي الدبيسي *

ورد في ويكيبيديا الموسوعة الحرة كتعريف للوقاحة مايلي «وَقَاحَةٌ مصدرها وَقُحَ أي بمعنى قل حياؤه واجترأ على فعل القبائح ولم يعبأ بها وهي عدم إظهار الإحترام والإمتثال للمعايير الإجتماعية أو احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم في مجموعة أو ثقافة. هذه المعايير وضعت الحدود شخصية الأساسية للتصرف الإعتيادي المقبول.

أنواع الوقاحة تتضمن التصرفات الطائشة، أو عدم اظهار مشاعر، أسلوب جارح متعمد، غير مؤدب، اسلوب فاحش، ألفاظ نابية وانتهاك المحظورات كالانحراف اجتماعي. في بعض الاحيان تصل الوقاحة أبعد من ذلك لتكون جريمة على سبيل المثال خطاب كراهية».

. تتصف المجتمعات المتحضرة بالذوق في التعامل بين الناس فتجدهم يستأذنون من بعضهم سواء كانت هناك معرفة مسبقة أم لا عندما يرغب أحدهم بالتقدم لسبب اضطراري في مكان ما على سبيل المثال، كما يعتذرون من بعضهم لو اخطأ أحد منهم بحق آخر حتى لو لم يقصد وحتى لو لم يخطأ لكن تصادف أن اصطدم أحد منهم بالاخر في مكان عام بشكل بسيط وغير مؤذي بل لو اصطدم اثنان في نفس الوقت ببعضهما فيعتذران سويا في ذات اللحظة.

أما مجتمعاتنا المتخلفة فالوقاحة هي السمة البارزة والغالبة في التعامل عموما فتجد البشر يخطئون بحق بعضهم عمدا ومع سبق الاصرار والتعمد مع الاحتفاظ بهذا الحق دون حقك بالاعتراض عليه أو الرد او التنبيه ولو حدث فقد يزيد من بغيه وعدوانه واسائته، كما أن الكثيرين يعتقدون أن من حقهم التقدم وأخذ دور من هم قبلهم ونجد هذا بارزا وواضحا طوال الوقت.

ومن مظاهر الوقاحة عدم احترام الخصوصيات الفردية والعائلية والتطفل ومحاولة التتبع وربما التجسس ارضاءا للفضول ومحاولة لملأ الفراغ النفسي والفكري وما ينتج عن ذلك من الحسد ومايتبعه من محاولات التخريب والتفرقة بين الزوجين أو الصديقين أو الزملاء

وهناك خطأ يرتكبه البعض وهو جعل نفسه وحياته كتابا مفتوحا للآخرين سواء كانوا قريبين أو بعيدين وسواء كانوا محل ثقة أم لا فيفشي لهم بأسراره وخصوصياته قيقوم الاخرون بدورهم اما بافشاء تلك الاسرار أو يستفيدون منها نتيجة الحسد والطمع وسوء السريرة بالتخريب والكيد والدس.

وفي استخدام ماللأخرين من ممتلكات دون اذن حدث ولا حرج والبعض يقصد من له معرفة به دون موعد ويريد من أن يستقبله ويقوم بواجب الضيافة - في اعتقاده - بحقه.

ومن مظاهر الوقاحة أيضا الحديث عن الآخرين بالسوء وتشويه صورتهم وهم لم يبدر منهم خطأ بحق هذا المسيء ومنه أيضا الكيد لمن لا يعلم لماذا كيد له!