آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

المرأة السعودية وخصوصية القيادة بين الرؤية والتحليل

أحمد منصور الخرمدي *

منذ صدور ذلك الأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالسماح للمرأة بالوطن «الغالي» المملكة العربية السعودية بقيادة السيارة والمقرر تطبيقه بعون الله في العاشر من شوال القادم لعام 1439 للهجرة، وهي خصوصية لم تعهد من قبل مما كسبت مكانة خاصة في قلوب الناس من الداخل والخارج ومن المواطن والمقيم، وقد تهاتفت حينها الأصوات بالتهاني والتبريكات اللطيفة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الأتصال من الأعلام المقروءة والمرئية منه تناولت الكتابة والإفصاح والإيضاح التام لما قد عبر من الكلمات والخواطر الصادقة، وما قد كتب ودون في الصحف المحلية والخليجية والعربية وكذا العالمية بشكل عام.

المرأة السعودية والتي إضافة إلى سجلها الوطني الرائع والجميل، مكانة مرموقة ونافذة متكاملة من المسؤولية وكما هي المربية والقيادية الناجحة وصاحبة المراكز الوظيفية والتخصصيةو الإستثمارية العالية، فقيادتها للسيارة ما هي الأ نقطة في بحر من زخم ما تقوم به من أعمال جليلة وما تتحمله على عاتقها لمجتمعها وللإنسانية من مسؤوليات وأعباء كبيرة ونافعة.

المرأة السعودية وهي وإن حصلت على هذا المكسب العظيم متأخراً، ألا أنها قادرة أن تمتلك زمام الأمور بكل ثقة وإرادة قوية وأننا على ثقة وأطمئنان أنها ستفاجئ الجميع بالنجاح الباهر والذوق الرفيع والسلوك الراقي والمهذب بما تملكه من إيمان وعزيمة شديدين.

أن قيادة المرأة للسيارة بالمملكة العربية السعودية مثله كباقي دول العالم، فهو مطلب ضروري تستدعيه أمور عديده منها الإجتماعية والإقتصادية والتنموية مما سوف يكون له مردود إيجابي واسع وهام للوطن وللمجتمع بوجه عام.

ومن أهم العناصر الفعالة لهذا القرار التاريخي والتي ورد البعض منها في مقابلات صحفية لكلا الجنسين المرأة والرجل ما يلي:

. الأستغناء عن ما يقارب 800 ألف أجنبي كسائق مما سوف يوفر على الأسرة إعباء مالية ويتيح فرص عمل وظيفية للمرأة بمجال النقل والمواصلات المدرسية وغيرها ومكاتب التخليص والتدريب على القيادة وورش العمل وغيرها من المهن ذات الصلة.

. تمكين المرأة السعودية أن تعتمد على نفسها مما سوف يعزز مكانتها وقدراتها العملية داخل المملكة وخارجها حيث تتيح لها فرص مساعدة الرجل بشؤون الأسرة والمنزل وتوصيل الأولاد للمدارس وتأمين أحتياجات المنزل وفي الحالات الأسعافية لا سمح الله وخاصة في وقت غياب رب الأسرة في العمل أو السفر.

. رفع عجلة التنمية في المجتمع حيث لن يكون هناك عائق في التنقل يحد من تحرك المرأة وفي زمن يقاس بسرعة الإنجاز مما يساهم في بناء الوطن وإزدهاره إقتصاديآ.

. السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة خطوة قوية وهادفة ذات أبعاد إيجابية نحو مزيداً من التقدم ورفع مستوى الثقافة والوعي في المجتمع السعودي.

. أن المرأة السعودية ستتضاعف بعون الله قدراتها على مواجهة متطلبات وتحديات الحياة بكل ثبات وثقة وضمن إطار التنمية والرؤية الإستراتيجية الشاملة للمملكة.

ما نأمله هو أن يكون للمجتمع دور كبير في تبني هذا القرار بكل أمانة وأخلاص والشروع في العمل به حيث لم يتبقى من ساعة الأنطلاق غير الوقت القصير والقصير جدآ، ومن أجل الأرتقاء بالخدمات وخاصة رجال الأعمال ومنهم من السيدات، عليهم مسؤولية دينية وإنسانية ووطنية، بخلق الوسائل التي تسهل وتدلل الصعوبات وذلك بتوفير خدمات ميسره في الطرقات وخاصة الطويلة منها والتي من أهمها خدمات الطوارئ والإسعاف والصيانه والإعطال وهي كذلك فرصة للمستثمرين السعوديون والأجانب بما في ذلك المشاريع الصغيرة وللمنافسة الجيدة والشريفة، كما هو معمول به في بقية الدول المتقدمة.

كما نود أن نذكر العموم، أن القيادة سلوك وأخلاق وأحترام للنظام وهي فن في حد ذاته والذي أشار إليه الكاتب المخضرم الأستاذ علي آل ثاني بمقالة الفذ، الذي يستحق منا القراءة والتمعن، مفيدآ بعدة نقاط بالغة الأهمية منها، أننا نحن النظام ونحن التغيير والى متى سنظل نبحث عن المسؤولون عن أنفسنا مادمنا نحن من يقود السيارة، نحن بالغون وقادرون على التمييز وتقدير المواقف التي نواجهها ومضيفآ الكاتب الموقر آل ثاني بمقاله الهادف، أن معظم ما يحدث من أخطاء أثناء حركة السير لا تستحق منا إضاعة الوقت ولا الضغط النفسي، ولا أي جهد في سبيلها مواصلآ القول، فكم هو جميل لو أننا حاولنا التحاور أو إعطاء إشارات لطيفة للأخرين كشكرهم أو إلقاء التحية عليهم، حتى تتولد قناعة في المجتمع بأن العصبية في القيادة لا تغير شيئآ فالقيادة وكما جاء كعنوان لمقال الكاتب الكبير والذي أستميحه عذرآ «بالتنويه والمشاركة»، فالقيادة هي فن وذوق وأخلاق وأحترام للنظام العام.

كما من واجبنا أن نذكر أنفسنا، أن من يقود السيارة هو أنا وأنت، وزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا أو قريباتنا أو أخ وأخت لنا في الأسلام والإنسانية كما أنه من الواجب الديني والقيم الإنسانية السمحة، أن تحترم خصوصيات الأخرين كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم، وعدم التعرض لهم بإيذاء لفضي أو جسدي وأن تحب لهم ما تحبه لنفسك وأسرتك.

كما لنا رجاء خاص من الجهات الرسمية ذات العلاقة من، أمن ومرور وبلديات وطرق ومراكز الفحص الدوري ومدارس تعليم القيادة وأستخراج الرخص أن يقوموا وكما هو معهود بهم، بتسهيل الأمور ووضع الأسس العملية الناجحة والسريعة والكفيلة براحة المراجعات من السيدات التي يرغبن الحصول على رخص القيادة والسير للمركبات وبكل يسر وسهولة كما المرجو والذي لا يقل أهمية وأهمية مما ذكر هو تعاون الجهات كافة من بلديات وإدارات المرور والطرق بوضع اللوحات الإرشادية في جميع المناطق وتنظيم الشوارع وأماكن عبور المشاة وتخطيطها باللون الأبيض والأصفر ولوحات تحديد السرعة العملية والدائمة.

نسأل الله إن يحفظ مليكنا المفدى وولي عهده الأمين وأن يحفظ هذه الديار المقدسة وأهلها من كل شر ويمن عليها بالأمن والنعم الوفيرة، أنه سميع مجيب الدعوات.