آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

العنكي: لا أنصح بكثرة الإنجاب وهذه حقيقة خرافات الحمل.. وتأثرت بالدكتورة العامودي

جهات الإخبارية حوار: انتصار آل تريك - القطيف

اخصائية النساء والتوليد زهراء سلمان العنكي من بلدة القديح وبعد لحظات تردد أرادت أن تكمل مسيرتها في هذا المجال، متأثرة بشخصية الدكتورة سامية العامودي التي حازت على جائزة أشجع إمرأة دولية.

لها بعض التغريدات المثيرة للجدل والصريحة في الطرح كان من بينها أن لاتكون المرأة «متأرنبة» كثيرة الإنجاب، وفق متغيرات العصر الحديثة، وعلى رغم ذلك كانت لها قناعاتها الخاصة التي تعتقد أنها لأجل المرأة، وتساعدها على مواجهة تحديات الحياة.

العنكي أسعدها كثيرًا اللقاء ب «جهينة الإخبارية» في حوار حول خرافات الحمل التي يتداولها البعض خلال هذه الأيام.

عرفينا بنفسك؟

أسمي: زهراء سلمان العنكي، من مواليد مدينة الدمام في ال «19 من فبراير من عام 1988 م»، أعمل حالياً أخصائية نساء وولادة بإحدى المراكز الطبية بالقطيف.

كيف بدأتٍ مشوارك العلمي؟

بدأ المشوار العلمي بإلتحاقي بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتخرجي منها عام 2012 م كطبيبة عامة تحمل البكالريوس في الطب والجراحة.

وفي نفس العام 2012 م وبعد إنتهائي من سنة الإمتياز الإلزامية، ألتحقت ببرنامج الهيئة السعودية لإكمال دراستي والتخصص في طب النساء والتوليد، والذي أنهيت التدريب فيه عام 2017 م وتحديداً شهر أكتوبر الفائت.

تخصص النساء والولادة يعزف البعض عنه؟ لماذا اخترتيه؟

حقيقة لم أكن أنوي إستكمال دراستي في النساء التوليد بل أنني كنت أقول أنه من المستحيل أن أدخل هذا التخصص إلى إن شاءت الأقدار في السنة الأخيرة من دارستي في كلية الطب بأن أحظى بأن تكون أستاذتي هي الدكتورة سامية العامودي والتي حازت على جائزة أشجع إمرأة دولية عام 2007 م والتي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية.

تأثرت بها وبشخصيتها كثيراً كوني طالبة في مجموعتها، وأيضاً من خلال عملي معها كمتطوعة في فترة دراستي في مركز الشيخ محمد العامودي لسرطان الثدي والذي كان تحت إشرافها.

وهذا ماجعلني أختار التخصص تأثراً بها وبما كانت تقدمه من دعم للمرأة في عدة مجالات ومراحل عمرية من خلال تخصصها فشعرت أنني من خلال تخصصي أستطيع أن أقدم لنساء مجتمعي الدعم الصحي والمعنوي.

قد يواجه المختصين بهذا المجال بعض المواقف الحساسة أو المحرجة وقد تشكل عائقًا أثناء تأدية العمل؟ هل بإمكانك ذكر بعض منها؟

أكثر الصعوبات التي واجهتني في فترة التخصص هي كثرة التنقل من مستشفى لمستشفى، ومن منطقة لأخرى لإستكمال متطلبات التدريب وماكان على عاتقي من مسؤولية، معالجة المرضى والمناوبات الطويلة بالإضافة إلى الاختبارات ومتطلبات التخصص الكثيرة، والحمد لله لم تواجهني أي مواقف شخصية حساسة إلى الآن.

في الحمل تنسج بعض الخرافات منها أن ‎رأس الجنين قد يكبر عند كثرة شرب الكالسيوم؟ كيف يمكن الرد على هذه الخرافه علميا؟

يطرأ على المرأة الكثير من التغييرات فترة الحمل، وتتغير تبعاً لذلك إحتياجاتها الغذائية، ومن العناصر التي يحتاجها الجسم بشكل أكبر هو الكالسيوم حيث تزداد نسبة أمتصاصه في فتره الحمل للضعف وبالذات في الثلث الأخير من الحمل حيث تبدأ عظام الطفال بالتكلس، وإستهلاك مايقارب 300 ملغرام من الكالسيوم الموجود في جسم الأم، ويعتمد الكثير من الأطباء على وصف حبوب الكالسيوم للمرأة الحامل، حيث أن معظم الحوامل لايحصلن على كمية الكالسيوم الموصى بها ضمن نظام غذائهن، ولايوجد أي صحه للخرافة المتدوالة بين الناس فيما يخص علاقة رأس الجنين بحبوب الكالسيوم.

وماذا عن الأكل في الحمل لشخصين؟

كل سيدة حامل تتمتع بحجم ووزن مختلف عن الأخرى، لذلك أي توصية فيما يتعلق باستهلاك السعرات «الوحدات» الحرارية يتم حسابها استناداً إلى معدلات معينة، حيث يقوم الطبيب عادة بقياس كتلة الجسم في الزيارة الأولى للحامل لتحديد السعرات الحرارية، ومعدل زيادة الوزن المسموح بها فتره الحمل.

غالباً في المرحلتين الأولى والثانية من الحمل لن تحتاج الحامل إلى أي سعرات حرارية أكثر مما كانت تحتاجه قبل وهي حوالي 2000 سعرة حرارية يومياً.

قد تحتاج إلى عدد مختلف من السعرات الحرارية إذا كانت: من صاحبات الوزن المنخفض قبل الحمل، من صاحبات الوزن الزائد قبل الحمل، وإذا كانت تعاني من السمنة قبل الحمل.

هنالك مقولات بأن الولادة في الشهر الثامن تكون أخطر من السابع وتعرض الجنين للخطر؟ مامدى صحتها؟

للأسف هذه الخرافة جداً منتشرة حتى بين الفئات المتعلمة، وفي الحقيقة لا أعلم سر إنتشارها بالرغم من أن جميع الدراسات الطبية أثبتت قطعياً عكس الكلام المتدوال، ولو فكرنا منطقياً قليلاً سنجد أن هذه الخرافة لاصحة لها، فصحة الطفل في إكتماله في رحم أمه، حيث تكتمل رئته ويكتمل نموه مع تقدم الحمل،

ففي الشهر الثامن وتحديداً عند 34 أسبوعاً تكتمل رئتا الطفل، وأيضاً وزنه بالثامن يكون أفضل من وزنه بالشهر السابع، ونتيجة لذلك المضاعفات التي يتعرض لها تكون أقل وفرصته للحياة أكثر، لذلك نرغب أن يولد الطفل بالشهر التاسع ليكون مكتمل النمو ولا يواجه أي مشاكل من تلك التي يواجهها ممن يولدون مبكراً سواءً بالثامن أو بالسابع.

يبدو أننا سنستمر بذكر الكثير من الاعتقادات التي لازال يروج بعضها إلى الآن؟. ماموقع إن وضع ساق على ساق أثناء الحمل يسبب ولادة صعبة؟

لاعلاقة لوضعية النوم أو ضعيه الجلوس بصعوبة الولادة أبداً، وهنا أضيف عدة نقاط أولها أن ممارسة الرياضة المناسبة لاتضر بالحامل بالعكس لها فوائد كثيرة، وأن الجلوس وعدم الحركة لا يساهم في تثبيت الجنين كما يظن الكثير من الناس، فلا علاقة للحركة بالاجهاض بل على العكس تماماً أن عدم الحركة للمرأة الحامل مضرة ويعرضها لخطر الإصابة بالجلطات والتي ممكن أن تؤدي للوفاة.

وأخيراً أن فحص الطبيب لعنق الرحم إذا أستعدى الأمر طبياً في أي مرحلة من مراحل الحمل سواء كانت بالبداية أو المنتصف أو النهاية لا يسبب إجهاض ولا ولادة مبكرة.

دكتورتنا لديك بعض التغريدات التي تنصح السيدات بعدم الإكثار من الإنجاب؟ ماسبب هذه النصائح في زمننا الحاضر؟ ألا تعتقدين أن مثل هكذا تصريحات قد تسبب انزعاج البعض.؟ ماهو ردك على ذلك؟

بالفعل أصرح كثيراً بذلك وسأجيب بإختصار على ذلك، أولاً من ناحيه طبية أن لكثرة الانجاب مضار على صحة المرأة يطول تعدادها هنا، وأذكر هنا أحداها على سبيل المثال وهي أن شريحة كبيرة من النساء في مجتمعنا يرغبن بالانجاب في عمر الاربعين وهذا له مضار على الأم والطفل، حيث تزداد نسبة التشوهات وأيضاً متلازمة نسبة داون مع إزدياد عمر الأم، وبالنسبة للأمهات أيضاً تكثر مشاكل ومضاعفات الحمل كالسكر والضغط وحالات تسمم الحمل وغيرها من المشاكل الصحية.

ومن ناحية اجتماعية أرى أنه في ظل الإنفتاح والتغيرات التي طرأت على المجتمع ومتطلبات هذا العصر وكون أغلب النساء عاملات وغير متفرغات تماماً، أصبح موضوع التربية صعباً جداً، وإعطاء كل طفل حقه في التربية والرعاية والتعليم وتوفير كل مايحتاجه مع وجود أطفال كثر أمر صعب جداً ومجهد لكلا الوالدين

وفي النهاية الأطفال بالكيف وليس بالكم.

كلمة أخيرة توجهينها لجميع السيدات في القطيف.

لكل سيدة وفتاة في مجتمعي شهادتك هي سلاحك لاتتخلي عنها مهما حصل، يؤلمني وجود فتيات في عمر الزهور يوقفهن الزواج والإنجاب عن إكمال مشوارهن التعليمي، الزواج والإنجاب ليس عائقاً لإستكمال المشوار التعليمي اذا كان لدى المرأة الرغبة في تحقيق طموحها.

وهنا أستشهد بقول سيد البلغاء وإمام المتقين الإمام علي عندما قال «العلم خير من المال لأن المال تحرسه والعلم يحرسك والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه مات خازنو المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعبائهم مفقودة وآثارهم في القلب موجودة».

وختامًا نشكر اخصائية النساء والولادة زهراء العنكي على هذا اللقاء الجميل، متمنين لها المزيد من العطاء في مجالها وإلى لقاء قادم قريب إن شاء الله.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
صادق
[ الدمام ]: 19 / 5 / 2018م - 1:15 ص
الإبداع والطموح لانهايه له.
ربنا يوفقك في مسيرتك العلمية.
2
محمد ناصر
[ الأحساء ]: 19 / 5 / 2018م - 11:51 ص
أشكر الدكتورة على المعلومات القيمة وكان ودي أن تذكر لنا العدد بالضبط اللي تقصد به الكثرة. هل 4 أطفال كثير أو 10 كثير؟
و أعتقد أن طلب العلم غاية بقصد رفع الجهل و ليس وسيلة للحصول على وظيفة و راتب آخر الشهر.
وأعتقد أن تفضيل المرأة المتعلمة لحياتها الزوجية و الأسرية على الحياة العملية قرار حكيم و رائع جداً يحمل بعد نظر لتنشئة جيل مشبع بحنان وعاطفة الأم، لأن هذا ما يحتاجه أطفالنا لا الملابس الغالية أو الأجهزة الذكية أو غير ذلك من الكماليات التي لا يضر لو قصرت فيها الأسرة قهراً، وكما يقال قليل من المنع لطفلك تعلمه أن ليس كل ما يتمناه يدركه.