آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

وقفة تأملية للأفواه المُضلِلة، والتجشؤات المضلَلَة للكوكتيل!!

«شترية الأقوال وامبريلة الأفعال»

عادل القرين

 اتصل صابر على صديقه عابر وهو «مُتفخذ على صحن المندي الحساوي، والمتقد حرارة، بشهية الحطب والكرب وصُلاّخ الجدوع؛ على يد الطباخ كاظم المسيّان، بحزة القايلة وشبة الزيزي باتجاه العاير»:

.. «ألووو عابر

عابر: «هلا هلا»!

صابر: «فاضي ولا معشق»؟

عابر: «أخذ عاد ما تشوفني أون مثل دلو الهاون، والونين»!

صابر: «سلامات سلامات.. عسى ما شر يا خوك»؟!

عابر: «أبد والله»؛ عندي مراجعة لطبيب الباطنية، والمسالك البولية!

صابر: سلامتك يالخوي، قلت بعزمك على العشاء جايني أضيوف من عنود الدمام؛ خلص أول العافية، أرتاح وأخذ العلاج، تره أعرفك تسحب على الدوه»!

عابر: «تعال يا بو صالح أكيد الليلة بصير أشوه»!

صابر: «أهاا.. زين أجل، جب معاك أعيالك خميس وجمعة وعطية»!

فالتفت كاظم الطباخ على عابر، وهو يُناوله «طاسة اللبن الخاثر» ليشربه بالتعجب: كيف تكذب على من اتصل بك الآن، وتقول له بأنك عند الدكتور، وأنت لم تترك الأخضر واليابس؟!!

فأدار عابر وجهه إليه، وقد تصاعدت ضحكاته الهستيرية بالقول: ما سمعت عن التورية؟!

كاظم: لا والله «أول مره أسمعها»

عابر: طيب سمعت بالمخرج الشرعي؟!

كاظم: «خل أفهم ذيك، عشان أخذ أختها»!

عابر: «أيش فيك أنت يعني أقول شي وأنا قصدي شي ثاني»، «وهذا يسمونها كذبة بيضة»، «وأنا أقصد شي وهو يفهمه شي ثاني».

كاظم: «أهاا.. يعني هذا موب كذب وحرام»؟!!

عابر: «أهوه كذب، وموب كذب»!

كاظم: «شلون ذي بعد»؟!!

عابر: أنا أقصد بطبيب الباطنية المندي، والمسالك البولية «هذا اللبن الخاثر اللي جبته»!

كاظم: وبأي وجه ستذهب الليلة عند صاحبك للعشاء مع عيالك وانت «لفلفاني»؟؟!!

عابر: «يا عمي.. خذ حيفك وطرب كيفك، وهز طرفها وينزلك لكنار يا ولد أهليه»!!

كاظم: «أيه هين»!!

من هُنا أتت مقدمتي للوغول في سراديب الطامورة، والألاعيب المغمورة، والأكاذيب المغلفة، والفوانيس المزيفة في ضمائر «الخمدة والبجدة»!

ألم يقول ذاك المسافر: إذا غابت المصداقية ترنح «العفطيّة»؟!

نعم، حالهم حال من يأكل الذي في فمك بالوعظ والنصيحة على المنبر، وأهله فقراء من المنزلة للأيادي، والمضحكة للأعادي على أرصفة الذهاب والإياب في «قريز الماتم»:

”فقرهم وحالهم من أعمالهم، وسخط الإله عليهم“!!

بالله عليكم: كيف يرى هذا الواعظ حال أهله حتى يُمهد لنا سهله؟؟!!

.. ”العور بين العميان باشا“ فصدق من قال:

لأن الذي يستمع لكلامه جُل هُمامه صحن المآتم «المتروس»، ونيل الغنائم من دسم الماعون!!

هذا من جانبٍ، والجانب الآخر لمن يُحلحل القضية من زاوية ضيقة، ويُثني بقية أضلاعها بالانفراج، «والانبعاج» على بند القائمة والحادة؛ إذا ما أراد ترصيف المخارج والشوارع والأنفاق على حساب غيره المتضرر، «والمتحسحسة» سيقانه بالنار؛ فأين الفرار؟!

ليأتي الثلث الآخر من الأطراف، والذين يدعون عدم الفهم والتبلد، ويُلاحقهم الثلث «المُتنمل» والثمل بالسؤال: من المسؤول والمتخصص عن ذلك؟!

والثلث الأخير في جانبنا الاجتماعي ينقسم لعدة أقسامٍ: «من هم الذي قيده وسيده بيد غيره»، والمبررون بالحُجج واللجج الواهية، والمُراوغة الماهية.. وختامهم سمن الكرامة؛ والذين يأكلون من خيرك ويلعنونهم، ويستطعمون كنافتهم ويشتمونك!!

فانظر بوعي التعقيب، ويأتيك النصيب والتنصيب في «مطبخية الغبقة للمُلا سند»!