آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:38 ص

فاتورة يونيو: من المسؤول

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

سادت حالة من الاستياء بين السعوديين - قبل أيام - في مجالسهم الواقعية وعالمهم الافتراضي، بعد صدور فاتورة شهر «يونيو» حيث وصل هاشتاق «فاتورة الكهرباء» بسرعة البرق إلى الترند، استنكر فيه مغردو «تويتر» ارتفاع قيمة الفاتورة؛ متسائلين عن السبب وراء ذلك؟!

في الواقع سيناريو الفواتير عاد ليتكرر الفترة تلو الأخرى، وهذه المرة تسلمتها شركة الكهرباء بكل كفاءة واقتدار إذ أقنعت الرأي العام عبر أحد مسؤوليها بأن ھذا الارتفاع في الفواتىر طبىعي مع دخول موسم الصىف، ولا سيما مع استخدام المكىفات والتي تستھلك 70% من قىمة الفاتورة.. وإن القراءات تتم بدقة، والأخطاء هامشية. وكأنه يريد القول بأن المواطنين هم السبب في زيادة الاستهلاك!

والأمر الذي يدعو للغرابة في ارتفاع فواتير الكهرباء، أنه نال منازل وبيوتا هجرها أصحابها مطلع إجازة الصيف، وهو ما يجعل ذريعة انتقال استهلاك المشترك إلى شريحة أعلى أمر يصعب تمريره!. ثم إن الفاتورة الشهرية للكهرباء مبنية على استهلاك 30 يوما، ولكن في الشهر الأخير «يونيو» جاءت متغيرة فهذا جاءت له 25 يوما وذاك 27 يوما والبعض 28 يوما والبعض الآخر 29 يوما..

السؤال المطروح: لماذا هذا التباين في عدد أيام الاستهلاك للمشتركين؟ أين العدالة والنظام هنا؟ هل شهر «يونيو» له معايير خاصة ومختلفة؟! هل المعادلة الجديدة هي أنه كلما قل عدد أيام الاستهلاك الفعلية زادت قيمة الفاتورة؟! التعرفة الجديدة بدأت في يناير الماضي والزيادة الكبيرة جدا جاءت في فاتورة يونيو؟! هناك أمور مبهمة وغير واضحة؟! ثم إذا سألت الشركة سيقولون لك يمكنك الاتصال على مركز خدمات المشتركين، وإذا اتصلت عليهم وسألت عن فاتورتك سيقول لك الموظف «مو واضح أمامي شيء في النظام عن فاتورتك مر غدا على أقرب مكتب للكهرباء وقت الدوام الرسمي»؟! ثم تعالوا معي لأمر آخر لم أفهمه حتى الآن وهي الرسوم المالية للعداد والتي ندفعها شهريا بقيمة 15 ريالا، هل يعني ذلك أن هناك صيانة شهرية للعدادات؟ مع العلم أن هناك الكثير من العدادات قديمة وتحتاج لتغيير كونها تتأثر بدرجة الحرارة العالية، وبالتالي تزيد من سرعة المؤشر، وتؤثر في الفاتورة! وجرب أن تتصل على 933 لفحص العداد سيقول لك الموظف إذا العداد سليم يجب عليك دفع 150 ريالا!

هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أكدت على سلامة نظام الفوترة للشركة السعودية للكهرباء، موضحة أنها تحققت من سلامة النظام قبل وبعد تدشين التعرفة الجديدة مع بداية العام الحالي.

السؤال: كيف تحققت الهيئة بهذه السرعة الفائقة من سلامة فواتير الكهرباء؟ ما هو نوع المساءلة؟ هل اكتفت بسؤال الشركة ومخاطبتها؟ هل هناك زيارات لأحياء سكنية في مدن مختلفة؟ هل تحققت من سلامة العدادات الكهربائية؟ هل أخذت عينة عشوائية من الفواتير وقامت باختبارها؟ هيئة تنظيم الكهرباء تعتبر جهة رقابية، لكن من الأهمية أن يفهم المواطن آلية الرقابة.

أخيرا أقول: هذه الحادثة أكدت لي من خلال معطياتها أن شركة الكهرباء وهيئة الكهرباء ليس بينهما وبين المواطن أي صلة إلا في عبارتين الأولى للشركة وعبارة «يمكنك الاتصال..» والثانية للهيئة وعبارة «يمكنك الاعتراض».