آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

المدرب الداوود: التقدير الذاتي الإيجابي يجنّب الأطفال الوقوع في شخصية الضحية

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: هشام الأحمد - صفوى

أكد المدرب عبدالله الداوود في دورته «حصّن نفسك من الإيذاء» والتي قدمها في برنامج المتميزون في أسبوعه الثالث بجامع المصطفى بصفوى خلال هذا الاسبوع، على أهمية بناء تقدير الذات الإيجابي للأطفال.

ولفت إلى صفات الطفل الضحية والتي من ضمنها تدنّي تقدير الذات، والشعور بالوحدة والقلق والحساسية والخضوع، وضعف في شبكة المساندة.

وتناول الداوود عدة محاور في الدورة، ومنها «صفات المعتدي والضحية وبيئة الاعتداء، كيفية التصرف قبل وبعد وقوع الإعتداء، التعامل مع مخاوف الطفل الضحية، تأثير الأقران في مرحلة تجريب الهوية، المخاطر في وسائل التواصل الاجتماعي».

وقال في حديثه لـ «جهينة الاخبارية» ان الدورة تهدف الى التغلّب على الآثار النفسية والإجتماعية المدمّرة للمضايقات العدوانية ”التنمر - التحرش“، والتعرّف على سبل الوقاية والمعالجة الفاعلة، الإرشاد إلى مبادئ التواصل الفعّال، آليات التعاطي مع ضغوط الأقران، وقواعد السلامة في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأشار الى بعض الصفات ”المعتادة“ في المعتدي والتي تبدو في ”حجم أكبر ونجاح اقل، ضعف في مهارات التواصل، الشعبية في الشلل غير المنضبطة، العمل خلسة، وقوعه في تجربة اعتداء سابقة“، بينما الصفات ”المعتادة“ في الضحية تتمثّل في كونه ”وحيد، قلق، حسّاس، خاضع، لديه تقدير متدّنٍ للذات، شبكة مساندة ضعيفة“.

وأوضح ان البيئة المساعدة للإعتداء عادة ماتكون بيئة معزولة، ولا تشهد حضور كثيف، بالإضافة إلى المعرفة الجيدة للضحية.

وبيّن أهمية بناء الثقة بالنفس، ووجود شبكة مساندة، وإعلان الرفض القاطع عند بدايات ظهور الإعتداء للوقاية من الاعتداء.

ونصح بتجنب الإشتباك، والإبتعاد عن الأمكان المنفردة، وإشعار الآخرين، وطلب المساعدة وقت وقوع الإعتداء.

وتطرق لضرورة اللجوء للجهات المختصة، وطلب المساعدة من الجهات المساندة، والإبتعاد عن الظروف الموضوعية التي صاحبت الإعتداء بعد التعرض لذلك.

ودعا الداوود الى التعامل مع مخاوف الضحية من خلال بناء تقدير الذات، والتذكير بأن الجرم يتعلق أساسا بالمعتدي، وتعرض بعض الصالحين لمثل ما مرّ به.

ولفت الى أهمية الشكوى لضمان عدم تمادي المعتدي، وتقليل عدد الضحايا، والتأكيد للضحية بأن هذه المشكلة عارضة وستزول وبإمكانه تجاوزها.

وشدّد على ضرورة الإهتمام ببدايات المراهقة، حيث يتمرد فيها المراهق على سلطة الأهل، ويرغب في القبول ضمن المجموعة العمرية المقاربة، وقد تشترط بعض المعايير التي لا تتفق مع القيم الاجتماعية والدينية ومقتضيات الفطرة والعقل، مما يوقعه في صراع مع قناعاته ورغبته في الإنضمام للشلة.

ولفت إلى حساسية فترة ”تجريب الهوية“ لدى المراهق وتقلّبه بين السلوكيات المتنافرة في تجريب عدة نماذج شخصية، قبل الثبات على نموذج محدد، لافتا إلى خطورة البدايات والتي قد يصعب الخروج منها لاحقا في حال السقوط.

وبيّن أهمية الحديث الإيجابي في تعزيز الهوية، موردا بعض الأمثلة: ”يمكنني قول“ لا ”للأشياء الضارّة، إذا تنازلت اليوم فمن الصعب التوقّف، صحّتي وكرامتي أهم من القبول وسط المجموعة، بإمكاني الحفاظ على شخصيتي والتّوافق مع الآخرين، أستطيع تكوين خياراتي بنفسي، أنا نبيل ومحترم ولن أفعل مالايليق بي“.

وشدّد الداوود على ضرورة الإنتباه لبعض مخاطر قنوات التواصل الإجتماعي من التعرّض: للإبتزاز، والإغراء بالممارسات الشّاذّة، والخطرة، والضارة ، لافتا إلى أهمية الجانب الإيماني في مقاومة الضغوط وتحصين الذات.