آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

هوية... وطن

بدرية حمدان

طيبة، أصالة، عطاء، تراث، كنز، خيرات، ماضي، حاضر، مستقبل، مفردات ترسم لوحة غاية في الجمال تتدفق فيها ينابيع الحب والخير.

ماي العين ورطب النخيل ونسمة باردة في قيظ الهجير بساطة الروح وخفة الدم، الشموخ ورفعة رأس، والصمود صفات رسمت بريشة القلم تلك المعاني الزخرفية الجميلة مستخدمة قطيفة بيضاء اللون مخملية الأحساس مطرزة بخيوط حريرية متعددة الألوان غاية في الجمال والأبداع فسيفساء دافئة كدفء مشاعر أهلها وبألوان الطيف الساحرة «القطيف».

وحيث واحة النخيل الخضراء «الأحساء» وغدير الماء كمحجر العيون فالأبداع والفن لغة الأيام التي حاكت نسيج تلك القطيفة لتبرز اصالة الحرفيين ومهارة الصنع، تلك الأيادي الخشنة التي ترمز الى قدم الفن المتأصل في أهلها حيث الذوق الرفيع ألا متناهي الذي امتزج بحلاوة الروح الخفيفة الظل ذات الجاذبية التي لامثيل لها وبساطة النفس فهي ترتسم على وجوه سمر لفحتها الشمس لتمد قوة الأبتسامة التي لا تفارق محياها لتقول للعالم، هنا يتجسد معنى الكرم، هنا الشهامة والنخوة هنا صانعوا المجد هنا أرض الشهادة والكرامة هنا عالمية الأنجاز هنا بواسل كرة اليد. هنا التفوق العلمي، هنا رموز البذل والعطاء «القديح».

ولتكتمل الفسيفساء وتكون تحفة فنية خالدة لابد من اكمال النسيج الإنساني والمعرفي والعلمي والاجتماعي الذي تتداخل فيهد معاني حياة أهلها فهم قلب واحد ينبض بالحب شعارهم الناس للناس والكل بالله، لحمة واحدة لوطن صاغته يد الأجداد والأباء تفوح منها رائحة الطين الخويلدي «الخويلدية».

وفي مزارع النخيل اطلالة ساحرة لواقع اتسم بالعفوية والتلقائية في جميع اطيافه التي تمثل عقد اللؤلؤ الذي نظم بيد نوخذه غاص في أعماق الخليج لينتقي اجود واثمن حبات اللؤلؤ «سيهات».

وتطريزة تراثية لجزيرة في وسط ماي العين نسجت معنى الأصالة والتراث لتعطي قطعة فسيفسية متداخلة مع الفسيفساء الأم «تاروت».

ولتكتمل فسيفستي تحتاج إلى جوانب اخرى منها، الجانب التاريخي الذي يوثقها حيث عين الكعبة التي تشرفت بمكوث الحجر الأسود فيها قرابة اثنين وعشرين سنة أنها «الجش»، وبالقرب منها أختها أم الدراويز وصاحبة السور العالي «أم الحمام».

وصفاء الألوان المستخدمة في لوحتي الفسيفسية ازدانت بريشة فنانو «صفوى» المبدعون. لمسات أخيرة تضفي رونق وبريق على الفسيفساء، جنة الرامس عسل المذاق «العوامية» وجارودية العيون والاوجام والبحاري صاحبة الظل الخفيف والابتسامة الخجولة مع أخر قطعة اكتملت القطيفة الفسيفسية التي يزيد عمرها على أكثر من 3500سنة قبل الميلاد، عراقة وتاريخ وطني رفعة رأس.

لك مني ألف تحية يا قطيف الخير. «مضراوية» الولادة ولائية الأصل قطيفية الأنتماء سعودية الوطن.