آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

المنافسة... ما لا تتعلمه في البيت والمدرسة

المهندس أمير الصالح *

في عصرنا الحاضر، تعددت انواع المنافسات «competencies» في كافة الحقول سواء الرياضية او الاقتصادية او العلمية او السياحية او الترفيهية وغيرهم لكثرة العرض. فكلا من المتنافسين سواء امم او شعوب او دول او مجتمعات او افراد او شركات يسعون جاهدين للحضوة بحصة من كعكة الارباح او الفوائد او الجماهير او النفوذ او الامتيازات او الاتباع او المؤيدين... الخ.

المعرفة «knowledge» والمهارات «skills» والقيم «values» هي الاركان الثلاثة الاساسية لدرجة النجاح في عالم المنافسات لا سيما الشرسة منها. ففي سوق العمل قد تكون الشهادة العلمية او الخبرة التراكمية هي رمز المعرفة والتي على اساسها يتميز المتقدم على الوظيفة على المنافسين له في سوق العمل فيظفر بها. او قد تكون مهارة التعامل والتعاطي والمعاملة المميزة مع المحيط هي امتياز تنافسي لخطيب دون آخر او لمدير دون مدير آخر. وقد تكون خصلة المرونة «flexibility» او الاداء المتقن «professionalism» او الامانة «honesty» او الابداع «innovation» او التحفيز «motivation» او انجاز الاهداف «goal orientation» هي القيم المنشودة من قبل الطالب لإشغال منصب قيادي وظيفي او روحي او علمي.

مع كثرة اعداد الخريجين في كافة الحقول المعرفية، من الجيد لكل شاب وشابة في مقتبل الحياة العملية ان يعمل قائمة بعنوان مقياس العجز في عالم التنافس measuring competency gaps، ويكتب بكل امانة واخلاص وشفافية لنفسه الامور التالية:

1 - قائمة الامور التنافسية «اجادة لغة اجنبية، معرفة عامة في تطبيقات الحاسوب، فنون التسويق والبيع،... الخ»

2 - تقييم موضوعي «ذاتي / بعين الاخرين / 360 درجة» للعناصر التي يملكها لدخول المنافسة

3 - تشخيص الفروقات التي بجب ان يعمل عليها الشخص ذاتيا

4 - عمل خطة لردم الفجوة التنافسية باكتساب المهارات او المعارف او القيم المطلوبة

5 - مراجعة ومراقبة جادة لمدى التقدم في إحراز الانجاز المطلوب في الحقل التنافسي

هذه الامور لا يتعلمها الفرد في المدرسة او الجامعة او البيت وانما يتعلمها في السوق التجاري المفتوح وسوق العمل القوي واماكن فنون البقاء حيا. في المجتمعات الرائدة صناعيا، يعيش معظم الاشخاص فيها بحالة من التنافس المستمر وهذا ما يجب الاخذ به من قبل شبابنا لصنع مستقبل افضل لأنفسهم حيثما يذهبون. وتذكر ان تصاعد مستوى التنافس قد يتطلب منك استثمار وقت اطول لصقل مهارات متعددة واكتساب معارف متنوعة وإذكاء روح النهم في تعلم كل ما يمكنك تعلمه واقتناص الفرص.

تذكر انه في حالة وجودك في بيئة تنافسية غير صحية حيث الولاء ك قيمة يوظف لخدمة المدير المباشر او احد افراد حاشيته وليس للشركة او الوطن، فاعلم في هذه الحالة، ان نموك المهني مخطوف ومرتهن وعليك ان كنت في مقتبل عمرك المهني ان تبحث عن بيئة نظيفة تنافسيا لتجني ارباح تميزك وجهدك وابداعك قبل فوات الاوان وذبلان القوة وانحسار الهمة والحيوية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ِاحمد عبدالله
[ القطيف ]: 5 / 9 / 2018م - 3:15 م
كلام سليم و مهم. و لكن مثالي و لا ينطبق بالضرورة على واقعنا (للأسف الشديد)
بالنسبة للعمل في المؤسسات او الشركات الخاصة، غالبية التنافس الحاصل غير صحي و يودي في الموظفين الطموحين و التنافسيين في اسفل قائمة الموظفين بالنسبة للمدراء مع العلم ان المدراء يعتمدون عليهم في امور العمل الجاد و لكن للاسف الشديد بالنسبة للموظف فلا يحصل على اي تقدير و بالتالي تضمحل عنده حماس التنافسية و هذا ينطبق على أكثر من 90 % من القطاع الخاص.
و هذا من واقع تجربة شخصية في العمل لأكثر من 11 سنة خدمة في القطاع الخاص
أما في التجارة فلا يسع المقال للرد

و شكرا على المقال