آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

نقطة إلتقاء...

بدرية حمدان

ها هي السنة أزفت على الانتهاء والأفول وسوف تبدل رزمانتها برزمانه أخرى جديدة عام يمضي حافل بالمتغيرات

والأحداث والمفارقات سواء على المستوى الشخصي والخاص

أوعلى المستوى الاجتماعي والعام.

صفحات تطوى لتمحى من سجل الزمن ومن ذاكرة الأيام لتكون في طي النسيان وعسى أن تكون دروسا تعلمنا منها كيفية التجا وز وتخطي العقبات وكيفية مداواة الجروح وتطهيرها وعلاجها ونسيان أو تناسي ألمها ولو من باب التغافل والغفلة وكتمان وجعها وإيكالها إلى الزمن الكفيل بعلاجها واصلاحها ولتكون ثمنا لأشياء تعلمنا منها معنى الحياة. وتعلمنا منها معنى الصبر لفقد احباب وأعزاء غيبوا تحت التراب وتركوا أماكنهم خالية إلا من قلوبنا فهم باقون فيها.

وصفحات تبقى راسخة في عمق السنين وعلى مر الشهور والأيام كمنارات تضيء وشواهد على الوجدان الإنساني الحر وأيضا لتزيدنا فخرا بما قدمناه من انجازات ومن عطاءات تبلورت فيها سلوكياتنا وأخلا قياتنا وأظهرت مدى قدرتنا على العطاء والانجاز. ولنختم عامنا المنصرم بهذا الدعاء (اللهم ما عملت في هذه السنة من عمل نهيتني عنه ولم ترضه ونسيته ولم تنسه ودعوتني إلى التوبة بعد اجترائي عليك اللهم فإني أستغفرك منه فاغفر لي وما عملت من عمل يقربني إليك فاقبله منى ولا تقطع رجائي منك يا كريم).

فيقول الشيطان: «يا ويلي ما تعبت فيه هذه السنة هدمه أجمع بهذه الكلمات وشهدت له السنة أنه ختمها بخير.». ضياء الصالحين صفحة 164

أيام وتبدأ سنة جديدة من عمرنا تبدأ بإعلان البيعة والولاء تبدأ بنداء «أ لا من ناصر ينصرنا». نداء من طف الإباء إلى العالم. نداء يقول يسكت العالم بأسره نستمع صوت الحسين سلام الله على صوتك حبيبي ياحسين.

ها هو العالم يستعد لتلبية لبيك ياحسين. تتسارع فيه خطى العشاق لتلبيه النداء والنصرة بكلمة واحده لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني عند إستغاثتك ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري فالحسين نقطة إلتقاء تتجمع حولها العوالم فهو مركز اشعاع ونور يستضاء به ومحور جاذبية لجميع القلوب كيف لا وهو وجه الله الذي منه يأتي. ومصحف الآيات البينات التي رتلت في طف نينوى ووحي الإله تجسد في معراجه الحسين اسطورة العاشقين الكل على أهبة الا ستعداد لدخول في ملحمة الخلود.
والتي تتمثل فيها معنى الكرامة والحرية ورفض العبودية والذل لغير الله كذلك بذل النفس في ابتغاء رضى الخالق سبحانه وتعالى وثبات الموقف. وغيرها من المبادئ الحسينية التي تصنع الإنسان الحر والغيور المحامي عن دينه ووطنه ومجتمعه وعن انسانيته ليعيش حرا «كونوا احرارا في دنياكم» قالها المولى أبا عبد لله ليطبقها الحر بن يزيد الرياحي الذي وقف في وجه الإمام الحسين وجعجع به دون دخول الكوفة وكان سبب في ترويع الركب الحسيني عندما حدثت المشادات الكلامية بين الحر والأمام الحسين حيث قال الأمام والله لا اتبعك ورد الحر والله لا أدعك فقال له الأمام ثكلتك أمك يا حر فقال الحر والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل لو قالها أحدا من العرب غيرك ما تركت ذكر أمه.

هنا حيث الفطرة السوية التي بداخل الحر كانت سبب في نقطة الإلتقاء والتلاقي ومن ثم تتم الهداية الإلهية والسعادة الأبدية للحر ليلتحق بالركب الحسيني ويستشهد بين يدي الأمام الحسين. فقال له الأمام «صدقت أمك إذ سمتك حر» فأنت حر في الدنيا وحر في الأخرة. وهنا متى تحدث لنا نقطة إلتقاء لنحظى بالسعادة الأبدية؟؟. ونلتقي مع إمام زماننا هل نحن مأهلون لهذا اللقاء؟ وهل عندنا من عوامل الجذب الروحي والقلبي ما يجعلنا محط نظر الأمام؟ فكلنا منتظرون.