آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

كلمة السماء... كلمة الله العليا

بدرية حمدان

الحسين هو كلمة الله العليا حيث أدى دوره الرسالي في كربلاء من خلال ماقام به من النصح والتوجيه والارشاد مما يجعل الإنسان في محاك التغير والاصلاح فهو المعيار الحقيقي للإنسان فهو امتداد للخط المحمدي الأصيل، حيث قال ﷺ: حسين مني وأنا من حسين فالإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء فالحديث على شقين الشق الأول. حسين مني هذا ما يتضح في هذا المقطع من زيارة عرفة للإمام الحسين . «وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَأَنْتَ بابُ الْهُدى وَإِمامُ التُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَخامِسُ أَصْحابِ الْكِساءِ غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الإْيمانِ فِي حِجْرِ الإِْسْلامِ.»

وهناك حادثة يمكن أن نستدل بها على إن الإمام م الحسين فهو نفس النبي وقد نبت دمه ولحمه من دم النبي ولحمه فإن هناك أكثر من رواية وردت تدل على أن الحسين قد رضع من إبهام رسول الله ﷺ، وقد روى ذلك الكليني، والصدوق رحمهما الله أيضاً الكافي ج 1 ص 464 و465 وعلل الشرائع ج 1 ص 196 الحسين هو سبط النبي وريحانته من الدنيا.

أما الشق الثاني: وأنا من حسين يبين الخط الإصلاحي والثوري الذي سلكه الأمام فهو وراث الأنبياء. كما جاء في زيارة الإمام الحسين يوم عرفة، «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى روُحِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ.».

فحركة الأنبياء كلهم من آدم إلى النبي الخاتم ﷺ حركة واحدة ومنهج واحد وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح لتكن كلمة الحق هي العليا وهذا ما جاء في قوله ، وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسدا ًولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ﷺ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي» بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج44، ص329.

فقضية الإمام قضية جوهرية قاعدتها إعادة الأمة إلى وضعها الصحيح وقد أثمرت هذه القضية بانتصار الدم على السيف من خلال مظلوميته ووقوفه في وجه قوى الغدر والنفاق. التي انتهكت محارم الإسلام ولم يبقى من الإسلام إلا اسمه.

قال الإمام الحسين "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون. فالأمة كانت باهته من غير ملامح وبلا هويه فدمه الأحمر الذي سال على رمضاء كربلاء كان الصبغة التي صبغت ملامح الإمة واعطتها هويتها الحقيقية، الإمام مجدد الشرائع ومقيم السنن.

هاهو يقيم كل شرائع الإسلام حية في يوم عاشوراء يقيم الصلاة في وقتها تحت تهديد السلاح ورشق السهام ومحاصرة الأعداء التي تحولت إلى مراسم صلاة الخوف ليتساقط أصحابه قتلى أمام سهام الأعداء الذين لم يعرفوا حرمة الصلاة ونسوا شرائع الإسلام، كذلك صام وافطر على السهم المثلت وحجر أبو الحتوف أما حجه في الطفوف والاضحية ذبحة اخو انه وعيالة والزكاة كانت بذل روحه ومهجته لترفع زينب ذاك الجسد المقطع المسلوب العريان المرضوض بحوافر الخيل وتقول اللهم تقبل منا هذا القربان والجاهد كان بقطع النحر وسبي النساء فأنين الحسين على وسادة الرمل وصرخات الخدر والدخان المتصاعد من الخيام المحروقة هي تكبيرات الأذان في مأذن الطفوف لتقول للعالم حي على الفلاح حي على الانتصار فرأس الأمام الحسين على الرمح يتلو القرآن لهو الآية العظمى.

قال الشيخ المفيد في الإرشاد: روي عن زيد بن أرقم أنّه قال: مُرّ به  أي برأس الحسين   عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة، فلما حاذاني سمعته يقرأ: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً» «سورة الكهف/ 9»، فوقف والله شعري، وناديتُ: رأسك والله يا بن رسول الله أعجب وأعجب. وانتصر القرآن بعد 1379سنة واحدى عشر يوما فملايين البشر في كل بقاع العالم في وقت واحد ينادون بصوت واحد وبكلمة واحدة ياحسين، ياحسين، ياحسين.