آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

حاجتنا لثقافة جديدة مقابل الماضي

عيسى العيد *

انفتحت المجتمعات العربية والإسلامية اليوم على مختلف الأسئلة وفي شتّى المجالات. ولعلّ ذلك يرجع إلى تقدم العلوم والانفتاح على المجتمعات الأخرى وبالخصوص الغربية. وفي المقابل، هناك قلق يساور الكثير على موروثهم الماضوي، وما يصاحب ذلك من خوف على المستقل، حيث إن حالة القلق تجعلهم يتشبثون بالموروث ويعتبرونه المصدر المقدس وما لا ينبغي المساس به، ويتملّكهم الخوف على ما ستؤول اليه المجتمعات في المستقبل.

إن التشبث بالماضوية وما يصاحبه من قلق يجعل الفكر متخلفًا وأسيرًا لجموده وعدم تطوره مع ركب التقدم، لذلك يصعب الإجابة عن الأسئلة التي تدور في أذهان من حوله وما يثيرونه من تساؤلات مشروعة تتعلق بحاضرهم وتحديات مستقبلهم. واما الخوف على المستقبل، فهو شعور داخلي يصور الماضي بأنه الأفضل، فيما هو نتاج الذين عاشوا فيه ولا يمكنه أن يلبي حاجة اليوم. ومن طبيعة الحياة والمجتمعات الإنسانية أن تزدهر وتنموا وتتقدّم بأناسها ومن يعيشون حاضرها، ومن غير المنطقي أن نعيش بتفكير الماضين، كما أننا لا نعيش بأساليب حياتهم وأنماطها.

إذاً لابد لنا من ثقافة تنظر للمستقبل وتؤسّس له، ثقافة تنسجم مع حاضرنا وتنفعنا في مستقبلنا. وذلك لا يكون إلا بمجموعة من السمات، منها:

أولاً: إعادة النظر في المناهج التعليمية في جميع التخصصات، وبدل الجهد في اصدار العلوم الحديثة التي تواكب تطور الزمان والابتعاد عن الاحكام المسبقة التي يسودها النقل على العقل، فالنقل سيجعلنا مرتبطين بالماضين على العكس من ذلك ان العقل نتاج فكرنا ومحور علومنا.

ثانيًا: تقدير واحترام النماذج الفكرية في مجتمعاتنا التي تنتج العلوم وتثير العقول بالأفكار الجديدة، إذ إن لكل زمان نماذجه ومثقفوه الذين ينتجون الفكر المتحضر المواكب للعصر الذي يعيشون فيه، حيث إنهم يصبحون مرجعيات يرجع لهم ويستفاد من علومهم.

ثالثًا: حرية التفكير وطرح الأفكار التي تهدف إلى تطوير المجتمعات وأساليب حياتهم وأنماط تفكيرهم، والتي تتيح لهم البحث والتقصي، وإنضاج الأفكار مع بعضها البعض للخروج بمفاهيم جديدة.

رابعًا: ضرورة الاستفادة من ترجمة الكتب العلمية الخاصة بعلماء الغرب، لتقدمهم علينا، ومحاكاتها من ثم البروز عليها.

وغيرها من النقاط التي من شأنها إنتاج الافكار المواكبة للزمن الذي نعيش فيه لنبني ثقافة جديدة لحاضرنا ومستقبلنا ولأجيالنا القادمة