آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

ابراز الكفاءات

حسن آل جميعان *

المجتمع القوي هو الذي يصنع أفرادا أقوياء أصحاب كفاءات وقدرات عالية، ويبرزهم على الصعيد المحلي والعالمي، حيث الأمم تتنافس على استقطاب العناصر التي تمتلك العقول المميزة إليها، وتضع لهم الامتيازات والحوافز التي تليق بهم من أجل توفير بيئة علمية وعملية حاضنة وجاذبة حتى يتمكنوا من الابداع والابتكار. لكن ما هو حجم الأمة العربية والاسلامية من هذه الكفاءات؟؟.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله في محاضرته في الليلة التاسعة من المحرم لعام 1440 هجرية إلى ابراز الكفاءات واحترامها وتقديرها فهي رصيد للمجتمع، وأشار إلى أن الكفاءات ثروة للمجتمعات حيث تقاس الشعوب بكفاءة أفرادها وتميزهم وليس الكثافة السكانية، وحث الشيخ الصفار الطاقات والمواهب إلى اكتشاف وتنمية مواهبهم وتجنب الكسل والدعة، وأكد على أن الكفاءة تأتي بالجهد والتعب وليس ضربة حظ، ودعا ايضا إلى تقدير أصحاب الكفاءة وعلى صاحب كل كفاءة ان يظهر كفاءته، ورفض ثقافة الانعزال والانكفاء على الذات حيث أنها لا تقدم، كما أكد على تقدير كافة الكفاءات في الجانب الأدبي والعلمي وألا نحصر الأمر في احترام علماء الدين فقط. «انتهى»

مع الأسف هناك الكثير من الكفاءات والمواهب في عالمنا العربي والاسلامي لكنها تفضل الهجرة على البقاء في أوطانها، حيث البيئة هنا غير مشجعة للكثير منهم، مما يسبب نفورهم من مجتمعهم إلى مجتمعات توفر لهم البيئة المناسبة من أجل تفجير طاقاتهم ومواهبهم وتطوير أنفسهم مما يساهم في تقديم ما هو أفضل للإنسانية، الأمم تتسابق من أجل أن تكون بيئة جاذبة لهؤلاء الطاقات والمواهب والكفاءات لهذا هي تسعى إلى استقطابهم، لكننا نجد في واقعنا العربي هناك بيئة طاردة للكفاءات وتفتقر للكثير من مقومات النجاح في هذا المجال مما يعزز افتقارنا في صناعة مثل هؤلاء الذين لو تم تبنيهم وتوفير البيئة المناسبة لكنا في عداد الدول المتحضرة التي تحترم وتقدر كفاءاتها ومواهبها وطاقاتها.

اليابان دولة كما يقال تفتقر للموارد الطبيعية، اضافة إلى أنها معرضة إلى الزلازل ومع ذلك هي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم، هل سألنا أنفسنا لماذا؟ السبب بسيط لكن الكثير يجهله ويتغافل عنه، بسبب اهتمام دولة اليابان بالتعليم هذا أولا، وثانيا اهتمامها بالكفاءات الموجودة عندها حيث وفرت لهم البيئة وشجعتهم على إبراز مواهبهم وطاقاتهم، اضافة إلى تقدير واحترام المجتمع لهم، هكذا صنعت اليابان نفسها، وساهمت في رقي وتقدم وتطور العالم والإنسانية.