آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

قالت إن مواقع التواصل الاجتماعي وهبتها فضاء للتعبير بعيدا عن القيود

الروائية البحراني: نشأتي بالدمام أثرت في تركيبتي الأدبية والثقافية

أريشفية
جهات الإخبارية حسين السنونة - الدمام

أكدت الكاتبة والروائية السعودية «زينب البحراني» أنها اختارت الخط الرومانسي الذي يُناقش الشؤون العاطفية بوجه خاص مركزا اهتمامه على المشاعر الإنسانية الفردية أكثر من مناقشة المُشكلات المُجتمعية.

وأشارت إلى أن عدد من سمعوا باسمها ككاتبة وقرؤوا مقالاتها خارج المملكة أكثر ممن سمعوا وقرؤوا عنها محليا، مضيفة أن «القصة القصيرة» ما زال لها حضور قوي في البلدان الأخرى ولكنها توارت إلى حد ما خلف الرواية في المملكة العربية السعودية بسبب عوامل تسويقية وترويجية.

ََ

أنتِ من مواليد الخبر وسكان الدمام، هل أثرت تلك الأجواء المحلية في نمو موهبتك؟

بلا أدنى شك، أنا من عشاق مدينة الدمام ولذا قد تكون شهادتي مجروحة حين أعبر عن مدى افتتاني بها، لكنني شاكرة وممتنة لأنني كبرت وترعرعت في هذه المدينة التي وهبتني فرصة حياة ثقافية أفضل، المكتبات لدينا متوافرة وتستقطب إصدارات متميزة من مختلف أقطار العالم العربي، وهناك مؤسسات ثقافية مختلفة تلبي قدرا من احتياجات من يحبون الانتماء لها، وفي الأعوام الأخيرة زادت أعداد دور النشر، أما على الصعيد الإنساني فأثرت تلك النشأة في تركيبتي الأدبية والثقافية، خصوصا وأن مستوى التقدير المجتمعي للمرأة ومساحات الحرية التي يسمح بها مجتمع هذه المدينة التي تجمع بين الهدوء والنشاط بوجه عام قد لا تكون بنفس القدر في مناطق أخرى، ويكفي أنها أقرب همزة وصل تربطنا بالفعاليات الثقافية والفنية المباشرة في دول الخليج.

لك تجربتان في مجال الإبداع الروائي بعنوان: «هل تسمح لي أن أحبك» و«لأني أحبها»، كيف تقيمين تلك التجربة؟

تجربة أكثر من سعيدة، فالكتابة الروائية سمحت لي بسبر أغوار ذاتي واكتشاف جوانب لم أكتشفها في نفسي من قبل، كما أنها ضاعفت من أعداد قرائي إلى درجة لم تكن متوقعة بالنسبة لي، لا سيما وأنني اخترت الخط الرومانسي الذي يناقش الشؤون العاطفية بوجه خاص مركزا اهتمامه على المشاعر الإنسانية الفردية أكثر من مناقشة المشكلات المجتمعية، فالكتابة بكل أشكالها علاج للكاتب والقارئ معا، ومن خلال تجربتي يمكنني اعتبارها «أم العلاجات».

ما رأيك بالرواية النسوية السعودية في المملكة بوجه عام؟

ثمة تجارب ناضجة، وتجارب يشعر قارئها أنها مجرد فقاعة مؤقتة، وتجارب تنتظر الزمن لإصدار حكم منصف بشأنها.

إصداراتك بدءا ب «فتاة البسكويت»، مرورا ب «مذكرات أديبة فاشلة»، وصولا إلى «اعتراف أصغر من مشاعري»، كلها تم نشرها عبر دور نشر غير محلية.. ما السبب؟

الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بالتسويق والانتشار الذي أطمح له في هذه المرحلة، وإنني ككثير من المؤلفين أتوق للتعامل مع دار نشر تتقن التسويق لاسم مؤلفيها وتقديمها للقراء بالصورة المرموقة التي يستحقونها، وما زلت أجرب في أكثر من محطة على أمل الوصول إلى دار نشر ترضي هذا الطموح، وأتمنى أن أصل إلى ذلك.

من يتابع مسيرتك الطويلة في كتابة المقال يلاحظ أن اسمك لم يحظ بتلك الشهرة ما السبب برأيك؟

هذه حقيقة بكل أسف، وربما يكون عدد من سمعوا باسمي ككاتبة وقرؤوا مقالاتي خارج المملكة أكثر ممن سمعوا وقرؤوا عني محليا، والأمر يعتمد على الحظ بدرجة كبيرة أكثر من الموهبة والاجتهاد ومستوى الثقافة، لكنني سعيدة لأن قلمي استطاع الصمود على درب الكتابة حتى اليوم بينما تكسرت أقلام زميلات وزملاء آخرين تحت وطأة الإحباط واليأس من تحقيق نتائج ملموسة.

من وُجهةِ نظرك، كيف ترين المشهد الثقافي اليوم؟

المشهد الثقافي أكثر اتساعا من أن تلم به زاوية رؤية واحدة بعين واحدة، ولا يمكنني إصدار حكم فردي لأنه سيكون قاصرا عن القدرة على الوفاء بحق هذا المشهد.

بدايتك كانت مع القصة القصيرة قبل كتابة الرواية، في رأيك لماذا حضور القصة القصيرة ضعيفا بين الأجناس الأدبية الأخرى؟

«القصة القصيرة» ما زال لها حضور قوي في البلدان الأخرى كتابة وقراءة ونقدا وتسويقا، ولكنها توارت إلى حد ما خلف الرواية في المملكة العربية السعودية بسبب عوامل تسويقية وترويجية كما أعتقد، ولم أهجر القصة بشكل كامل لا رجعة فيه، لكنني أعتبر التعبير الأدبي «شكلا من أشكال الحُرية» النادرة التي يملكها الأديب، وله الحق في تجريب إلباس أفكاره الثوب الذي يرى أنه أكثر ملاءمة لحجمها ومضمونها سواء كانت مقالة، قصيدة، قصة، أو رواية.

مواقع التواصُل الاجتماعي هل تشعرين معها بأهميتها لصوتك الأدبي؟

نعم؛ فقد زادت من رصيد كتاباتي، ووهبتني فضاء للتعبير عن ذاتي بعيدا عن قيود الحدود والمكان والزمان، وقربتني من شرائح قراء أكثر تنوعا وتباينا، وسمحت لي بفرصة التعرف إلى مبدعين آخرين في أماكن أخرى من كوكب الأرض.

كيف ترين تطور المشهد الثقافي في المملكة بعد حضور السينما وقيادة المرأة السيارة؟

ما زلنا في بداية التطورات المذكورة، ونحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يظهر تأثيرها على البيئة المُجتمعية التي تعكس آثارها على البيئة الثقافية، ونرجو أن تضفي تلك التطورات ثراء مجتمعيا وثقافيا وإنسانيا أكبر وأوسع.

هل نحن بحاجة الى أندية أدبية؟ ولماذا هناك عزوف من المثقفين عن المشاركة؟

كل مكان على وجه الأرض بحاجة إلى أندية أدبية وثقافية وفنية، والدور الأساسي لتلك الأندية هو أن تكون بيئة حاضنة للفكر والمواهب في أجواء من حرية الرأي وحرية الإبداع، وحين لا تحقق الأندية هذا الدور فلن تحضرها إلا فئة قليلة من الصامدين المناضلين في المضمار الثقافي المحلي.