آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 4:55 م

أحياء بلا حاويات

أمين محمد الصفار *

بالأمس كنت سعيداً جدًا لأني وابنائي انتهينا من تعبئة اول كيس لأغطية القوارير البلاستيكية وتسليمه لأحد كبار السن الذي يبيعه لأحد جامعي البلاستيك.

كان الهدف من تجميع هذه الاغطية هو الايمان بأن هذه ثروة وذات قيمة، وثانياً تعويد نفسي وأبنائه عمليًا على جمع وفرز النفايات السهلة خصوصًا.

لقد أعطيتني التجربة سعادة بأكثر مما توقعت وأنا أقدم هذا الكيس لمن سيستفيد منه، وزاد من نجاح هذه التجربة أنها التجربة الثانية لي بعد فشلي سابقاً في إقناع مقاول النظافة في الاتفاق على توقيت معين ثابت لتقديم نفايات منزلي مفروزة له.

حسب الخبر المنشور فأن هذا التوجه الرائع للوزارة ركز على الجانب الإعلامي فقط كآلية دون أي تطرق لتأهيل مقاول النظافة للالتزام بأوقات محددة ومناسبة لأخذ النفايات المنزلية وهو صلب نجاح هذه الآلية. كما لم يتعرض الخبر لتخصيص جزء مناسب من المنزل «ضمن خريطة المنزل» للحاويات وسلال فرز النفايات من المصدر.

في بعض الدول، تكلِف بلديات بعض المدن مؤسسات المجتمع المدني «مثل الجمعيات المتخصصة بالشأن البلدي أو البلديات الفرعية» للقيام بالدور التنسيقي المباشر - وليس عبر الإعلانات - بين الأهالي ومقاول النظافة، لضمان فهم الرسالة والهدف من هذا التوجه ومتابعة ومعالجة اي أخطاء أو معوقات قد تحدث وتعيق نجاح تطبيق هذا المفهوم، كما أنه بالممارسة والمتابعة يتم تطوير وتوسيع الإطار العملي من خلال تعميق الفرز بزيادة الأصناف ومتابعة تطوير آليات الفرز وطرق الاستفادة منها، وبالتالي حساب العائد من تطبيق هذا المفهوم، وانعكاس ذلك على تطوير الخدمات البلدية على الأحياء السكنية تبعا لمقدار الاستجابة الاستجابة في كل حي وليس لعموم المدينة. فنجاح تطبيق مثل هذه المفاهيم عادةً ما يكون متفاوتًا من حي لأخر ومن منطقة لأخرى، واحد وسائل القضاء على هذا التفاوت هو حزمة الخدمات المميزة التي تقدمها البلدية للأحياء التي تنجح في التطبيق.

”أحياء بلا حاويات“ شعار رائع لكنه حتما لا يمكن ترجمته أو فهمه عمليًا بأنه يعني بلدية بلا مسؤوليات!، فأكثر شيء يمكن أن يهدد نجاح هذا التوجه هو الاعتماد على الجانب الدعائي والإعلامي دون متابعة مباشرة وبأساليب متطورة وذات جودة، ومنها التركيز على الآليات المعروفة والمطبقة في العديد من الدول التي سبقتنا.