آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

في أمسية الحب والوفاء والتكريم.. ”الثلاثاء الثقافي“ يكرم السيد حسن العوامي

جهات الإخبارية نداء آل سيف - إيمان الشايب - تصوير: مالك سهوي - القطيف

وسط حشد كبير من رجال الدين والاكاديميين احتفى منتدى الثلاثاء الثقافي بالسيد حسن العوامي في أمسية الحب والوفاء والتكريم.

الحشد الكبير من العلماء والأكاديميين والأدباء والمثقفين والوجهاء ورجال الأعمال وسائر أبناء المجتمع من مختلف الشرائح رجالاً ونساءً شيوخا وشبابا، ملأوا صالة شهاب للمناسبات معبرين عن حبهم وشكرهم إلى ابو زكي.

وأشاد فرسان الأمسية على أن العوامي قامة اجتماعية والتي هي أهل لهذا الاحتفاء، مشددين على أن هذا تكريم للقطيف في ذات العوامي لأنه شخصية نذرت حياتها لخدمة المجتمع في مختلف قضاياه، وبادرت بدعم ومساندة أبنائه في شتى المجالات.

ورأى رئيس المنتدى المهندس جعفر الشايب في كلمته التي افتتح فيها الحفل انه شرف كبير الاحتفاء بهذه الشخصية الاجتماعية الكبيرة السيد حسن العوامي.

وأكد الشايب في الحفل الذي كان عريفه الإعلامي محمد الحمادي على استمرار نهج المنتدى بتكريم الشخصيات الوطنية الفاعلة والاحتفاء بها تقديرًا لجهودها وعطائها.

وأشاد الشيخ حسن الصفار في كلمته التي ألقاها بشخصية المحتفى به، لافتا إلى أن العوامي كان يشجع على طلب العلم الديني والأكاديمي، ويحفز على تحصيل المعرفة والإنتاج الثقافي، ويدعم النشاط الاجتماعي، وفي مجال الوجاهة والظهور الاجتماعي، يبحث عن الطامحين في كل مدينة وقرية في المنطقة ليشجعهم على التصدي والبروز، حتى لا تكون الوجاهة حكرا على منطقة أو عائلة أو فئة بعينها.

واستعرض الشيخ الصفار بعضا من تجربته الشخصية مع السيد حسن العوامي، حيث شجعه أثناء زيارته الى النجف الأشرف، سنة على دراسة الفكر الديني والانفتاح على جميع العلماء في الحوزة العلمية، وعدم التأثر بالصراعات البينية ومقاطعة هذا المرجع أو ذاك.

وعلى صعيد آخر، أشار الشيخ الصفار إلى أن المجتمعات الحديثة والمتقدمة تشجع على الابداع والتطوير والتجديد، وتحترم حرية الرأي والخيار.

ونوه إلى إن ذوي الرأي في المجتمعات التقليدية يعيشون معاناة كبيرة، قد تشل حركتهم الفكرية المعرفية، وتسبب حرمان المجتمع من طروحات وخيارات قد تكون ريادية منقذة.

ومضى يقول أن السيد العوامي عاش شيئا من المعاناة في بعض مراحل حياته الاجتماعية، موضحا أنه تجاوز كل ما حصل ولم يختزن في قلبه احقادا ولا اضغانا.

وشدد الشيخ على الحاجة لتكريس ثقافة احترام الرأي الآخر في داخلنا، واحترام خيارات الأشخاص في أفكارهم ومواقفهم، واحترام شخصيات المجتمع وكفاءاته ورموزه.

ووجه الصفار من خلال حفل تكريم السيد العوامي رسالة احترام وتكريم لكل شخصية اجتماعية ولكل رمز وطني وكل صاحب كفاءة وعطاء في خدمة الدين والمعرفة والمجتمع.

بدوره أشاد منصور القطري في كلمته «بمنهجِ تكريمِ» الأحياءِ من رموزِ الفكرِ والعطاءِ والإبداع، هذا النهج الذي بدأ يسود وينتشر في المجتمع في الآونة الأخيرة باعتباره تعبيراً عن شعورٍ شعبيٍ غامرٍ بالرضا والفخر والعرفان تجاه المحتفى بهم.

سيرته الذاتية إثراءً للمكتبة العربية

وأكد القطري على ضرورة كتابة السيرة الذاتية للسيد العوامي والتي تمثل حاجةً ضروريةً وإثراءً للمكتبة العربية لأنها تمثل توثيقاً لحقبةٍ هامةٍ من تاريخ العمل الوطني والخيري في المملكة العربية السعودية.

وبين أن كثيرًا من جيل اليوم لا يعلمُ دور هؤلاء الرجالِ في مسيرةِ هذا الوطنِ الشامخ العزيز.

قادة من قادة الرأي والنقد الإصلاحي

ووصف السيد العوامي بكونه «قائدٌ من قادةِ الرأي، بل هو مدرسةٌ في الرأي والنقد الإصلاحي»، منوهًا إلى أنه حين الاطلاع على كتابه «من وحي القلم» يمكن رصدَ الشجاعةِ في الجهر بهذا الرأي والنقد، ليس محلياً وفي محيط مجتمعه الصغير، بل هناك العديدُ من الرسائل التي وجهها للمراجع العظام ولإدارة الحوزات العلمية اعضاء هيئة كبار العلماء.

ولفت إلى أن المثابرةَ وقوةَ الإرادةِ من أهم صفاتِ الشخصيةِ العظيمة؛ وحيثما وُجدتْ الإرادةُ الحديديةُ وُجدتْ قوةُ الشخصية.

وبين بأن المثابرةُ تعني مواصلةَ العملِ والاستمرارية فيه بعزيمةٍ صادقةٍ لا تعرف ُالكلل ولا الملل إلى أن يصل المرء الى أمانيه وأهدافه.

نبذ الخلافات

وسلط الضوء على شخصيته التي تتسم بالعمل على نبذ الخلافات والنأي بالمجتمع عن أسباب الفرقة والتطاحن وتأزيم المواقف بهدف تحقيق الانسجام بين جميع الأفراد والجماعات.

وأكدت امتثال أبو السعود على مكامن الشخصية الموقرة التي تمثل بها العوامي الذي اتصف بحمل الهمَ الجمعي بفكر ثاقب، مبعثُ ذلك إيمانٌ ووعي بالمسئولية.

المرأة موقعًا إيجابيًا في فكره

وتحدثت عن ما للمرأة في فكره من موقع ايجابي لم ينأ عنه كونها تأتي إلى العالم بحكماء وأدباء وأجلاء ومخلصين أمثاله.

ونوهت إلى أنه كان مدركاً أهميةَ تمكينها، عارفاً بمكاسبها وبمكاسب المجتمع من حضورها الفاعل فيه.

واستشهدت بكتابه «المرأة في التشريع الإسلامي والحياة الغربية» الذي حاور فيه الأفكار التي أخذت تتسلل في أوساط المثقفين في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وتأثيرها عليهم.

وسلطت الضوء على الدراسة التي كانت ضمنها الجزء الأول من سلسلة ”وحي القلم“ تحت عنوان ”المرأة في القطيف بين عصرين“ يقصد عصر ما قبل البترول وما بعده، متناولاً فيها دور المرأة وأوضاعها في الحياة الاجتماعية والدينية، ونظرة الرجل والمجتمع إليها.

واستحضرت أبو السعود في هذه المناسبة رقماً تاريخياً يجب أن لا يغيب عن ذاكرة المجتمع القطيفي لما له من أهمية، ولأنه يؤكد على مستوى الوعي المتقدم لديه، ألا وهو الرقم 122 والذي يشكل مجموعاً لسيدات القطيف اللواتي ما زال بعضهن على قيد الحياة وأخريات فارقنها، مثلّن الدفعة الأولى التي التحقت بالمدرسة الإبتدائية التي أسسها مع سبعة من رفاقه ذات يومٍ أشرقت به العقول، وتطلعت إليه النفوس من عام 1378 هـ ، وذلك قبل السماح بإنشاء المدارس الرسمية العامة.

وقال بأنه هو منهجٌ يبشر بلا شك بثقافةٍ جديدةٍ مغايرةٍ لتلك الطقوسِ القديمةِ التي تختصرُ التكريمَ بعباراتِ ما بعد الموت التي تترددُ وهي للتأبين أصدق منها للتكريم.

انخراطه في معترك العمل الوطني

وذكر السيد عدنان العوامي في كلمته بأن المحتفى به قد استمرَّ في العمل الوطني للمطالبة بالمستشفيات والمدارس والطُّرُق والزراعة والحقوق وغيرها حتى كانوا يطالب بفِرَق الإطفاء وعلامات المرور.

وأشار إلى أنه قد تجمَّعت لديّهَ ملفات لكل وَزارة ومؤسسة ابتداءً من الملك، فوليِّ العهد مروراً بالوزارات إلى إمارة المنطقة، وقد أخذه بعض الإخوة لتصويرها وحُفظت في مكان واستجد غيرها بمعاودة المطالب.

وتحدث عن قيام العوامي مع مجموعة من الشباب بافتتاح فصول ليلية في أول مدرسة في القطيف، لتقوية الطلاب من جهة، وتعليم اللغة الإنجليزية التي لم تكن مشمولةً في مناهج التعليم النظامي آنذاك، كما أسس معهم لجنة «تشجيع الطلاب» التي كان لها الدورُ الأكبرُ في الاقبال على المدرسة واستمرارها والتي تعد أول جمعية خيرية في القطيف.

وتطرق العوامي في الحفل الذي استمر لمدة ساعتين لسعيهم لافتتاح مدرسة للبنات من خلال مخاطبتهم للملك بالمطالبة بذلك حيث جاءهم الرفض بذلك، ومن ثم لجؤوهم لافتتاح فصل دراسي لتعليم البنات، وكان مقرُّه أولاً في حسينية آل العوامي، وحين كثر العدد الملتحقات به، نقلوه إلى حسينية الخنيزي «حسينية الزريب»، ثم استأجروا مبنى الحاج مهدي القطري في حي البستان، ونقلوا المدرسة إليه.

وسلط الضوء حول سعيه نحو المطالبة مع لفيف من الشباب بإشراك القطيف في عضوية مجلس الشورى، إلى جانب الإشارة إلى دوره في تأسيس المكتبة الأهلية، ونادي التآلف الرياضي، ومشاركته في عضوية مجلس الحي عام 1382 هـ ، المنبثق عن مركز الخدمة الاجتماعية.

وذكر بأن أهم إنجاز لهذه اللجنة هو إنشاء المبنى الحالي في حي البحر، الذي يشغل دورُه الأرضي روضة نموذجية للأطفال، ودوره الأول صالاتِ معرض الكتاب، ومعرض التراث، وقاعة مسرح ومحاضرات، لم يقيض له الاستمرار، فأجِّر على أحد المعاهد بعد استبدال اللجنة التي أنشأته بلجنة أخرى لها توجه آخر مغاير..