آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

الإسعاف الأولي ضرورة في الأزمات

عباس سالم

الإسعاف الأولي ضرورة في الأزمات المفاجئة التي قد تحدث في أي وقت دون سابق إنذار، وعدم الاستعداد لها يزيدها تأزماً فوق أزمتها.

كل إنسان مُعرض للإصابة في أي موقف سواء كان في العمل أو في خارجه، فيتم اللجوء إلى إسعاف المُصاب بشكل ضروري وحيوي، من أجل الحدّ من المضاعفات التي من الممكن أن يتعرض لها الإنسان نتيجة حدوث الإصابة، وتساعد الإسعافات الأولية على سُرعة العناية بالشخص المُصاب في موضع الحدث مما يمنع حدوث أي مُضاعفات أو إصابات أخرى له.

صحيح أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى لكن افتقادنا إلى الإلمام بالإسعافات الأولية وكذلك الارتباك في حال وقوع الأزمة سوف يزيدها تأزماً، وهذا ماحدث أثناء الحدث المأساوي الذي وقع داخل سور مدرسة سيد الشهداء بجزيرة تاروت، وراح ضحيتة الطفل مهدي رفعت آل راشد ”إلى روحه التحية والسلام“، عندما تعرض لأزمة بين مدرسيه الذين للأسف عجزوا عن تقديم المساعدة له لأنه لم يكن لدى أي منهم إلمام بالإسعاف الأولي واستخدامه في مثل هذه الحالات.

يُعد الإلمام بطُرق الإسعافات الأوليّة ضرورةً لكل فردٍ في المجتمع، فهي في غاية الأهميّة خصوصاً في الدقائق الأولى من إصابة الإنسان، فمن الممكن أن يتوقف شفاء الشخص المُصاب على سرعة إسعافه بالطريقة الصحيحة، لذا يجب على جميع العاملين في المدارس والشركات والمصانع ومُختلف المُنشآت المعرفة التامة بقواعد الإسعافات الأوليّة، من أجل أن يتمكّنوا من المُساهمة في الحدّ من الألم الذي ينتج بسبب الإصابة، والعمل على إنقاذ حياة الشخص المُصاب.

تُعرّف الإسعافات الأوليّة بأنها ”المُساعدة المبدئية التي تُقدّم للإنسان المُصاب بمرض أو حادث مُفاجئ، من أجل الحِفاظ على حياة المُصاب ومنع حدوث أي مُضاعفات إلى أن يصل الفريق الطبي المُختص“، وتُعرف أيضاً بأنها "الرعاية الأوليّة المؤقتة التي يحصل عليها الإنسان عند تعرضه لحالة صحية طارئة بشكل مُفاجئ، من أجل إنقاذ حياته إلى حين وصول الطبيب من أجل تقديم الرعاية المُختصة له أو نقله لمكان المستشفى أو العيادة الطبية.

الطفل مهدي رأفت آل راشد لم يكن محظوظاً عندما حاول المسعفون إسعافه إلى أقرب مستوصف في جزيرة تاروت، لإنعاش قلبه الصغير بسبب عدم وجود إسعاف في بعض مستوصفات البلدة لإسعافه ونقله إلى أحد المستشفيات البعيدة، لأن بلدته للأسف لا يوجد فيها مستشفيات لخدمة الحالات الطارئة، ولا هلال أحمر لينعش قلبه ويعيده للحياة وينشد النشيد الصباحي في الطابور المدرسي مع زملائه الصغار.

بلدته جزيرة تاروت التي يتكون عدد سكانها من أكثر من مائة ألف نسمة، للأسف تفتقر إلى أبسط الخدمات الإسعافية والصحية لنقل المصابين في حال وقوع حالة طارئة، كالهلال الأحمر السعودي ناهيك عن عدم وجود مستشفى حكومي يلبي حاجة سكانها الذين يقطعون عشرات الكيلو مترات كل يوم للعلاج في المستشفيات الحكومية البعيدة عنها.

خلاصة الكلام هي أن الإسعاف الأولي ضرورة لكل فرد في المجتمع، وأن أهالي جزيرة تاروت حقيقةً يحتاجون إلى هلال أحمر وإلى مستشفى حكومي يأسس على أراضيها، ويخدم الأهالي ويخفف عنهم معاناة التنقل، وكذلك لسرعة إسعاف الحالات الطارئة، كالحوادث المرورية وغيرها التي تحتاج إلى سرعة في الإسعاف بدلاً من تأخرها الذي يفاقم الحالة ويؤدي إلى الوفاة.