آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

جسر لغيرك أم مطية يُصعد عليها

عيسى العيد * جريدة إيلاف

يشتهر الهداف في عالم الرياضة، ويكون له اسم على مستوى عالٍ، وتزداد جماهيره ويصبح له شأن كبير، مع أنه لم يركل الكورة بالشكل المطلوب الا بعد ما يمررها له لاعب آخر، بحيث يستطيع استهداف المرمى بشكل مريح له، إضافة إلى أن الكورة لم تصل له إلا بعد جهد كبير.

كما هو الحال في أعمال التمثيل، يوجد شخص يبرز في الشاشة، لكن بروزه لم يأت الا من جهد غيره، حيث أن هناك من يعبد الطريق بالكلمة لكي يواصل الاخير بكلمة أخرى، او جملة حاله كحال لاعب الكورة.

ينطبق مثل هذا الكلام على الأعمال التطوعية، أو غير ذلك من الأعمال التي تدار ضمن فريق عمل، هناك من يبدل جهد في سبيل إنجاح المشروع الذي ينتمي إليه ويمرر العمل لكن هناك من يكون له البروز.

كذلك حاصل في الوظائف المدنية يوجد موظف يبذل جهد ويعمل بكل اخلاص، لكن البروز والمميزات يحصل عليها الرئيس المباشر للعمل، ويبقى الموظف كما هو عليه.

هنا يدخل الموظف أو المتطوع في حالة من الإحباط نتيجة تهميشه، وعدم تكريمه أو الحصول على التقدير الذي يليق بما يقوم به من جهد ونتاج عملي او تطوعي، في المقابل الشخص البارز لا يشير إلى أن العمل لم يصل إلى هذه النتيجة الا بفضل العاملين معه.

ففي العادة يلقب من يقوم بالعمل خلف الستار بالجندي المجهول نتيجة تهميشه ونسيانه بعد أي نتاج، وبالمناسبة أرسل لي أحد الناشطين في السناب شات مقطع ماعز يصعد على ظهر ثور لكي يصل إلى هدفه وهو الأكل من الشجرة، وكان تعليق الأخ عليه لا تكن مطية يصعد على ظهرك من له اهداف شخصية، في القصة عبر فهناك يصبح مطية لغيره وهناك من يكن جسر يمر عليه ليصل إلى هدفه المتجه له.

ما اردت ايصاله من كل ما سبق ان الشخص حيث وضع نفسه، فهناك من هو مؤمن بطريقة او بمشروع ما، لا يهمه اين يكون فيه، المهم هو إنجاح ذلك المشروع وبروزه، وهناك من يسعى لنيل مكانه اجتماعية او غير ذلك، فيختلف تفكيره عن السابق فكل له هدف يرغب فيه.

الخلاصة ليس عيبا بأن تكون جسراً لإيصال غيرك وانت راض ومؤمن بما تقوم به على شرط عدم استغلالك، كما انه من حقك ان تصل إلى هدفك الشخصي الذي تسعى إليه وعدم منعك منه فختار لنفسك اما ان تكون جسرا لغيرك أو مطية له.