آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

إياك والشر!

جواد المعراج

بعض الأشخاص لديه بعضا من الأخلاقيات والصفات المذمومة؛ فتجده يسخر من الناس، ويشوه سمعتهم ويحاول إسقاط شخصيتهم في المجتمع؛ ويستصغر ويتكبر ويستحقر وينشر عيوب الناس، ويحب الشر وعادة الإنتقام واللعب بمشاعر غيره.

فالبعض من الناس يستمتع عندما يحبط ويؤذي غيره؛ للأسف أصبحت هذه الظاهرة سائدة في مجتمعنا الحاضر.

فترى البعض عندما يرى شخصا يعيش في خير ورزق وحياة سعيدة تجده يتمنى له زوال الرزق الذي لديه، ويصل الأمر إلى الحقد والضغينة بقوة، والتمني بأن يصيب الشخص المحقود عليه بمصيبة أو مرض أو موت.

فالبعض عيونه حارقة جدا؛ لهذا يجب علينا أن نحصن أنفسنا بقراءة المعوذات في كل الاوقات فهناك أفاعي وذئاب بشرية جائعة من حولنا.

فهذه الأيام تجدهم يتكاثرون كالديدان، وينشرون إحباطاتهم وعباراتهم الجارحة في المجتمع.

صفة النرجسية وسرعة الحكم على ناس من المواقف، ومظاهرهم وسوء الظن بهم تعتبر أيضا من الصفات المذمومة؛ فالبعض شخصيته تشمل جميع صفات الشر والكراهية لمن حوله.

فالنرجسية تجعل الإنسان لا يتقدم ولا يطور من نفسه وأحواله؛ لأنه فقط سيجد نفسه أعلى وأفضل من الآخرين بنظرته وتفكيره بنفسه، وسيفقد القدرة على اكتساب العلوم والمعارف.

وأيضا الحكم على الناس من المواقف والشماتة عليهم، والتشهير بهم في المجتمع ونشر الموقف الذي وقعوا فيه؛ بهدف تدمير سمعتهم عند الناس ومحاولة إسقاط شخصيتهم في المجتمع.

فمثل هذا الأمر يعتبر من الأمراض النفسية والتخلف الإجتماعي، وله عقاب وعذاب نفسي شديد من الله عز وجل؛ فإن الله يمهل ولا يهمل.

قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [ سورة إبراهيم - 42 ].

ففي نهاية الأمر أمثال هؤلاء يغضب عليهم الله فيبتليهم بمصيبة ومرض روحي فيعذبهم ويهلكهم نفسيا في الدنيا؛ فلذلك يجب علينا أن ننتبه من الشيطان والوقوع في العجب بالنفس والتكبر والسخرية من الناس؛ لأنه سيؤدي بنا إلى الوقوع في الهلاك النفسي والخسارة في الدنيا والآخرة.

لهذا يجب على الفرد أن يتعوذ من الشيطان في كل الأوقات، وخصوصا الإنسان الذي لديه مال كثير أو جمال أو خصائص ومميزات شخصية؛ فلذلك عليه أن لا يغتر بنفسه ويقع في مكائد الشيطان الرجيم.

وأن يحاسب نفسه قبل فوات الأوان وأن يتواضع، ويحترم الناس ويركز على نفسه ويحاول إصلاح عيوبه.

فصفة التواضع والتركيز على إصلاح الذات، والإحترام وتمني الخير والرزق إلى الناس صفة تجعل الإنسان يشعر بالراحة النفسية، والقلبية والروحية والسعادة في الحياة، والأنتصار على الشيطان وقهره.

تذكروا هذه الحكمة «”لا تعودوا أنفسكم على السخرية الغرور والتكبر والشر والانتقام من الناس فتؤدوا إلى غضب الله عليكم فتكونوا من النادمين والخاسرين“».

فتعلموا من هذه الحكمة والعبرة لكي لا تخسروا أنفسكم ومن حولكم وحياتكم.

فرددوا في داخلكم اللهم نسألك حسن الخاتمة والنجاة من مصائب الدنيا والبعد عن الأخلاقيات والصفات المذمومة وخصوصا صفة النرجسية.