آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

كان يا ما كان...

بدرية حمدان

كان يا ما كان منذ عشرون عام في ليلة من ليالي الصيف

الحارة حيث الرطوبة العالية تحبس الانفاس مره على الخاطر

حلم جميل لقمر اكتمل في عمر اثنتا وعشرين ربيعا

تجلى للملأ في جلوات العروس تدخل فاطمة في موكب

تعلوه الأهازيج والصلوات مع رشات الورد والبخور لتجلس

على كرسي الشرف عرش العظمة والجلالة في وسط نجوم متلألئة

وجوههن تضوي براءة كأنهن حور العين لتتجلى

الله الله الله

أمينة في أمانيها

مليحة في معانيها

تجلت وانجلت حتى

سألت الله ينهيها

جبينها كالبدر ياضي

وريقها يشفي أمراضي

لها رب السما راضي

وأحسن في معانيها

ما حلى خديجة على كرسي الجلالة....

هذا الفصل الأول: المقدر له يكون في جلوات العروس

هنيات ليغير القدر الأحداث تتحول خيمة العرس إلى كتلة نار

تلتهم ما في داخلها وتمتد ألسنتها لتصل إلى كل من حاولت الفرار مخلفة وراءها طفلا أو طفلة لترجعها مرة أخرى إلى الداخل لتلتصق بوليدها إلى جانب العفيفات ربات الصون والحجاب الآ تي أبين الفرار دون سترهن وكابدن حرارة النار وإذابة اجسادهن وكأن هذه النار كانت بمثابة بردا وسلاما

بالرغم أنها خلفت اجساد متفحمة احداث مرة كلمح البصر

الفصل الثاني: مر بالخيمة المحروقة وما خلفته من دمار شامل تعجز الكلمات وصفة ولكن نحتسبه عند الله

الفصل الثالث:

تعم الفاجعة لتشمل الجميع دون استثناء

تبدأ عمليات الإغاثة حيث اصبح الجميع لهم دوي كدوي النحل بين قائما وقاعدا وبين من يضرب على رأسه من هول المصاب وبين لاهثا يجري إلى أرض المصاب وبين من الصدمة جعلته مشلولا لا يتحرك وبين مسعف والكل في فلك عظيم تتصاعد الأنفاس تشبح العيون وتترقرق بالدموع

ومنها من تجمدت وتحجرت دموعه ولكن ظلت أنفاسه تتصاعد بزفرات محرقة كالنيران تحرق جوفه لتذيب منه

الجسد لفقده شريكة حياته أو فلذة كبده او اخته أو أمه

كل ذلك ويقولون إنا إلى لله وإنا إليه راجعون

الفصل الرابع:

تمييز الطيب من الخبيث

وهنا تتجلى أصحاب النفوس الخيرة وتنجلي الغبرة عن المعادن الطيبة ليظهر بريقها ولمعانها

تبدا المعاناة وعمليات البحث للمصابين والجرحى وتحديد الوفيات حيث هناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر

حيث امتلأت المستوصفات والمستشفيات المجاورة بالمصابين واكتظت بالأهالي الذين يبحثون عن دويهم

لكن المرارة والغصة والألم في تلك اللحظات هي عدم القدرة على التعرف وتحديد المصابين وذلك لاختفاء الملامح

وانتفاخ الأجسام من شدة النار والحرارة وهنا زادت الحيرة

وزاد الكرب كل هذا وهم يقولون لا حول ولا قوة إلا بالله

وتستمر عملية البحث بين المستشفيات لتحديد هوية المصابات ليتعرف عليهن دويهم.

هذا جانب وجانب أخر تلقي خبر الوفيات بعد تحديد هوياتهن

الفصل الخامس:

الموارات لأجساد الطاهرات حيث تتوالى الشهادات الواحدة تلو الأخرى وصولا بعروس الشهادة التي قضت بضعة أيام في المستشفى لتواسي المصابات جراحهن ثم بعد ذلك تلتحق بركب الشهادة وسط عرس مهيب وتشييع تحفه الملائكة

وتهاليل الحور العين لتقول لوالديها عرسنا اجلناه إلى الأخرة

الفصل السادس:

نشيد الخلود الذي ظل يردد كل يوم معلنا شهادة جديدة

البقاء والدوام إلى الله الله أكبر

تحديد المصير اتضاح الرؤية شهادة وجريحات ومصابات

وكم تبلغ نسبة الإصابة ومن أي درجة وبعد تحديد الدرجة

هل توجد في مستشفياتنا وحدات حروق متخصصة في مثل هذه الحالات

تزيد المعاناة في تلقي العلاج مع ضعف وقلة الامكانيات المتوافرة

الفصل السابع:

اصبحت القديح مأتم كبير يتلقى المعزون من كل حدب وصوب اصوات مواكب العزاء والمشاركون الحسينيات البيوت الشوارع المجالس الديوانيات كلها تتشح بالسواد

الحداد العام في كل مكان عظم الله لكم الأجر واحسن الله لكم العزاء سعيكم مشكور

الفص الثامن:

الحالات النفسية والذعر الذي خلفته الفاجعة خاصة في نفوس الأطفال والمصابات والفاقدين لأمهاتهم

حيث كثير من الأسر فقدت أمهاتها وهذا شكل عبء ثقيل على رب الأسرة والحق الضرر بالعائلة بالإضافة إلى الحالات

المتضررة والمصابة التي بعضها بقيت في المنازل لتلقي العلاج مع قلة الخبرة في كيفية التعامل مع الحروق

وصعوبة الذهاب يوميا للمستوصفات لتلقي العلاج اللازم

هذا بالإضافة إلى العبء والحمل التي تحملته الجمعية الخيرية

بإخراج فريق طبي وبشكل يومي يزور المنازل لتقديم العلاج

المناسب وتوفير جميع الخدمات العلاجية والإسعافية اللازمة

الفصل التاسع:

توزيع المصابات على المستشفيات على حسب الحالة ودرجة

الإصابة ليصبح الأهل ودوي المصابات في حالة من التشتت

بين هذا المستشفى وذاك وخاصة البعيدة عن المنطقة

كالرياض حيث وفرة الجمعية رحلات اسبوعية لزيارة المصابات

وتحملت جميع التسهيلات من النفقة والسكن والمواصلات

بمساعدة أصحاب الخير والأيدي الخيرة

في ميزان الحسنات وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير واعظم أجرا

الفصل العاشر: رحلات العلاج خارج الوطن حيث عملت الجمعية بالتنسيق مع المسؤولين والجهات المعنية على إيفاد المصابات ودويهم المرافقين لهن إلى الخارج لتلقي العلاج.

ليبدأ مشوار الألف ميل والصبر مصيبة نحتسب أجرها عند الله.