آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

الصفار من تخصص طبي إلى باحثة في عالم البحار.. وتقول: احبوا الطبيعة تحبكم

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - القطيف

ما كان خيالها يتسع لعالم البحار ولكنها خاضت تجربته وغاصت في أغواره، تعرفت على مكنوناته بعد أن كان هذا العالم مجرد قصور رملية على شاطئ نصف القمر وفيلما وثائقيا تشاهده في التلفاز.

لم تقف عند حد تخصص الاحياء بل سعت للابتعاث لدراسة الماجستير، ولم تتوقف فبعد عودتها ألتحقت للدراسة في جامعة الملك عبدالله وحازت على دكتوراه ”عالم البحار“، ضمن أوائل السعوديات في هذا المجال.

ترى في وطنها الداعم الأول لمسيرتها العلمية، وابنتها خيط الأمل الذي اضاء طريقها وجعلها تتشبث بالعلم وتكون أقوى لتكن هي الأم القدوة لابنتها.

معنا في هذا اللقاء الدكتورة زهراء الصفار التي حصلت على دكتوراه عالم البحار مؤخراً وتعد من الأوائل في المملكة الذين خاضوا تجربة هذا التخصص، تحاورها فضيلة الدهان..

بطاقتك الشخصية..

زهراء الصفار، طالبة وأم وزوجة عاشت في بيئة بسيطة درست في جامعة الملك عبدالله وحصلت على الدكتوراه، حصلت على درجتي الجامعية من جامعة الملك فيصل بالاحساء تخصص أحياء ثم اتيحت لي فرصة السفر لدراسة الماجستير في استراليا بجامعة ولونجونج ودرست الاحياء البيئية، واختلطت بالطبيعة هناك ومارست ذلك من خلال الرحلات الميدانية فبعد أن انتهيت قررت أن انقل تجربتي من استراليا إلى المملكة حتى نستفيد من الخبرات التي حصلنا عليها اثناء دراستنا في الخارج، وبعدها التحقت بجامعة الملك عبدالله لدراسة علوم البحار.

علاقتك مع البحر؟

علاقتي بالبحر في طفولتي كأي طفلة تحب الشاطئ وتلعب برماله، تجمع اصدافه، خاصة أيام الأعياد عند ذهابنا لشاطئ نصف القمر فكنت أعشق البحر وبناء قصور الرمال، لم اتخيل يوما من الأيام بأنه سينتهي بي المطاف إلى دراستي وحبي وتولعي بعالم البحار.

ما تأثير جزيرة تاروت وبحرها على شخصية زهراء وحبها لهذا العلم؟

نحن في جزيرة تاروت عشنا وتربينا قريبين للبحر، اجدادنا وابائنا عاشوا على مهنة الصيد.

ولكن كدراسة وتخصص في علوم البحار كان مقتصرا على الرجال في المملكة فما كان تخصص عالم البحار في البال وكان توجهي لتخصصات طبية بحكم حبنا لمساعدة الناس وحب العلم وقيمة العطاء الانساني.

ماذا يعني علم ”عالم البحار“؟

ِِ

هو علم واسع ومتعدد بفروعه وتخصصاته المختلفة والتي تهتم بالكائنات البحرية والنظم والموائل البحرية مثل الشعاب المرجانية وأشجارالقرم والحشائش البحرية والكائنات المرتبطة بها وتتغذى عليها..

فالبحر مصدر للغذاء والماء والدواء، اهتمامنا بهذا العلم هو محافظة على حياتنا كأفراد ومجتمعات حالية وكذلك حياة وصحة الأجيال القادمة.

كيف كانت نظرتك لتخصص علم البحار قبل ان تخوضي غماره؟

كنت ارى الرحلات الميدانية فقط على شاشات التلفاز، كنت أعشق الأفلام الوثائقية التي تهتم بالحيوانات والبيئات البرية أو البحرية، لم أقم بأي عمل ميداني حينها فكانت دراستي في الجامعة مقتصرة على المعامل فقط ولكن الحمدلله اتيحت لي الفرصة لأعيش هذه التجربة ميدانيا في غابات استراليا وتعرفت أكثر على الطبيعة وزاد شغفي بها

فهمنا للطبيعة يساعدنا على فهم أنفسنا أكثر، ويساعدنا على معرفة ثرواتنا وخيراتنا ولماذا نحافظ عليها التي هي أساس الحياة.

”فوبيا البحر“ ماذا تقولين لها؟

اتوقع أن الفوبيا لأي مجال جديد أو تخصص جديد ممكن يحصل، ففي البداية كان لدي تخوف من هذا التخصص لكن لما عشت التجربة وحبيت العمل وأخلصت فيه لابد من تخلصي لهذا الخوف.

لابد من أن احقق حلمي والخوف دفعني لاستكشاف اشياء لا أعرفها بنفسي.

قمت بالرحلات الميدانية البحرية، كان فيه تخوف منها بادئ الأمر لاسيما أهلي وخاصة من خروجي في وسط البحار ولكن لابد للإنسان أن يتجاوز هذه الصعوبات لتحقيق حلمه.

كل شيء في البداية صعب لكن مع الاصرار والعزيمة بإمكانه تحقيق ما يتمناه.

من مرشدك وقدوتك في ”عالم البحار“؟

عائلتي تشجع على العلم فوالدي هما المرشدان والداعمان لي وكانا يقولان البنت سلاحها شهادتها فمنذ الصغر من بيتي كنت أعرف أنه لابد أن يكون لدي شهادة فأحببت اكمال دراستي.

وكانت تلفت انتباهي قصص الناجحين في جميع المجالات الإنسانية والاجتماعية وتأثرت بها وأحببت أن أكون جزء من هذه النماذج الناجحة التي تنير الطريق للناس.

ماذا بعد الدكتوراه؟

الدكتوراه هي البداية فهي مفتاح لحياة جديدة وليست نهاية المطاف والمسؤولية زادت، والطموح زاد مع زيادة التطورات الحاصلة بالمملكة مع رؤية2030 والدعم الواضح للمرأة في جميع التخصصات العلمية، يحمسني أن اكون شعلة من النشاط خاصة أن المملكة تتجه الآن إلى تنمية وإزدهار السياحة البحرية الساحلية. اتمنى أن أكون مشاركة في هذا المجال ولو بجزء بسيط بالمساهمة في الأبحاث اللازمة لأدراة مواردنا الطبيعية و ثرواتنا لا محدودة من الخليج العربي شرقاً الى البحر الأحمر غرباً.

مع التمدن وما يحدث فيه من دفن للبحر في محافظة القطيف، ما تأثيره على البيئة البحرية المحلية؟

الادارة الساحلية والبحرية تحتاج إلى تكاتف الجهود.

فنحن كعلماء وباحثين بحاجة لأن نكون حلقة وصل بين أصحاب القرار وبين السكان المحليين، ولابد من البحث عن لغة مشتركة نحاول من خلالها إلى احتياج السكان بمنظور علمي وننقلها لأصحاب القرارات.

فهذه جهود مشتركة بين بعضنا البعض لمعرفة الأفضل، فأنا كباحثة فأنا انظر لهذا التمدن من جانب علمي ولكن أصحاب القرار ينظرون لها من جانب آخر فلابد من تكاتف الجهود مع بعضها البعض.

ونصل لنتيجة تعيننا على المحافظة على البيئة البحرية.

كلمة توجهيها لداعميك في مسيرتك..

الداعم الأول هو وطني فهو من يدعم العلم سواء في دراستي الجامعية أو الابتعاث، فنحن محظوظين بهذا البرنامج، اكتسبنا خبرات وتجارب جديدة وتقبل للآخر.

نحن أخذنا تجربة جعلتنا أقوى في تقبل التغيرات الحاصلة.

والداعم الثاني زوجي وبتشجيعه لي بحضوره معي في المؤتمرات العلمية التي اشارك فيها.

ابنتي اعطتني مسؤولية أكبر لأن انسق وقتي واتحمل مسؤولية التوازن بين طموحي العلمي وحياتي كأم.

هي اعطتني حماس أكبر لأن أكون قوية وقدوة لها لتتعلم ما تعلمته أنا.

ماذا لو ابنتك أرادت أن تكمل مسيرتك في هذا المجال؟

أنا أؤمن بحرية الاختيار فإذا كان هو خيارها لن أمنعها، هي تهوى الرسم والكيمياء والطفل بطبيعة الحال كل يوم له رأي جديد.

فأنا اشجعها على العلم ولها حرية الاختيار، واتمنى أن تقدم لمجتمعها شيء مفيد.

كلمة أخيرة لديك..

احبوا الطبيعة اذا احببتموها وحافظتم عليها ستحبكم هي كذلك، وسنتمتع حينها بصحة عالية ومجتمع جميل نظيف.

شكرا لك دكتورة زهراء على اتاحة الفرصة للحديث معك والتعرف على نموذج ناجح في مجتمعنا مع تمنيات فريق صحيفة جهينة الإخبارية لك بمزيد من التقدم وتحقيق الأمنيات.