آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الأسرة والتقنية الحديثة فجوة بين جيلين

ليالي الفرج * صحيفة الرأي السعودية

عندما يصف جاك ما الرئيس التنفيذي لمجموعة «علي بابا»، بأن هذا العصر هو عصر الشرائح الرقمية Chip Time، فإنّما يرمز إلى سيادة منتجات إليكترونية لم تكن تتوسع هكذا من قبل، إلى أن صار الحديث عن ذلك لا يحمل جديداً للكثيرين.

إن احتكار بعض الدول الصناعية الرائدة في صناعة هذه المكونات والعناصر الإلكترونية الدقيقة التي تعتمد على ما يعرف بأشباه الموصلات، هو أحد مصادر القوة الصناعية لهذه الدول التي تستثمر السيليكون أو الجرمانيوم في هذا السباق الصناعي، في عجلة تتسارع إلى حد أجزاء الثواني الإنتاجية.

هذا الواقع أو المعترك التنافسي الكبير لا يمكن أن تتخلف مآلاته الحالية التي يظهر في أفقها وآثارها مشهد الأسرة المعاصرة ضمن سياق الحياة الرقمية التي صارت من أجلى التحولات الحديثة.

إذاً نحن في مرحلة ينشأ خلالها الطفل ويتربى فيه اليافع بين أحضان زخم لا يبدو أنه سيكون محدوداً يوماً من الأيام، وأمام سقف عالٍ في أبعاده التي تتمدد في حركة التصنيع الحديث.

أبداً لا يمكننا أن نضع قياسات الماضي كحواجز معرفية أمام أبناء الأجيال المعاصرة، أو نخضعهم لنفس الظروف والبيئات المعرفية لأسلافهم من الأجيال السابقة.

عندما يتمسك الآباء بالقيم أو القناعات التي هي محلّ تحوّل وانتقال، فإنّ أبناءهم يقعون تحت تأثير حالة قسرية من قناعات الآباء، وهذا يتسبب عادةً في سلسلة من الخلافات أو حلقات الصدام الأسري، وهو الأمر الذي يعبّر عنه بظهور فجوة معرفية بين جيلين؛ مما يضعنا أمام حتمية في تضييق هذه الفجوة إلى أقل مستوى.

أطفالنا لا يمكن أن يتركوا اللعب الإلكتروني، أو التعامل مع الأجهزة اللوحية التي تتسابق الشركات في تقديمها كوجبات مستمرة إلى ما يفوق الإتخام.

إنّ تفكيرنا يجب أن تناله حركة تطوير مستمر ابتداءً من التعرف على معطيات الحياة التقنية الحديثة التي صار إنترنت الأشياء بعضاً يسيراً ممّا يقتحم واقعنا تارةً ويتسلل إلى حياتنا مرّات.

إنّ الاقتراب أكثر من أطفالنا يمكن أن يتيح لنا توجيهاً تربوياً مرناً يشبع رغباتهم، واتخاذهم القرار الصائب، فلكل جيل حاجاته.

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.