آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:48 م

ما آلت إليك

سوزان آل حمود *

يعتقد الكثير أن من ينال منصب مدير أو غيره ماهو إلا شخص محظوظ فيغبطه البعض ويحسده البعض وربما تنقلب حياته رأس على عقب فيتودد له من كان يبغضه، وامور تملق لا حصر لها.

وهناك أنواع عديدة للمدراء: العنيد، المزاجي، الطيب البشوش، العصبي،............ الخ «لو خليت خربت» وسنحصر حديثنا عن النوع الوصولي، ما أن يصل لكرسي الإدارة يتنكر لمن كان يحبهم او كانوا أصدقاء او معارف له، ينسى الشخص نفسه ما يتطلبه المنصب الأعلى من

مجهود مضاعف «وهذا يدل على فشل الشخصية القيادية التي توضع في منصب المدير بحيث ينظر للذي يخدم ويتودد بأنه شخص جيد، اما الشخص الذي يعمل وينهي اعماله بالوجه المطلوب ولا يتودد ولا يخدم بأنه شخص غير جيد» ويتخذه كوسيله للتباهي وليس وسيلة لإظهار تمكنه وقدرته على الإدارة متناسياً مايتبع الإدارة من مجهود وحسن إدارة!

والمشكلة الكبرى عندما تكون شخص متميز ومتقن لعملك والمدير خائف على منصبه منك، والزملاء يريدون التقرب من المدير، عندها يزداد الأمر سوءًا فلا يقتصر على المدير فقط بل يمتد ليشمل زملاءك الذين لا يتركوك لما تعانيه مع مديرك، فتجد من يريد أن يطيح بك فيلفق لك المشكلات بشكل دائم أو يبتسم فى وجهك وهو يكن لك الشر وغيره، يلفق الأكاذيب وينقل تفاصيلك ليكتسب مكانة خاصة وغيرهم الكثير، فماذا تفعل وسط هذه الأجواء حتى تنجح وتصل لكل أحلامك؟

هؤلاء أشخاص وصوليين يصعب فهمهم على أغلبنا، والوصولية هي في ظاهرها المودة والحب ولكن باطنها

فيه من المكر الكثير والنفاق الكبير وعادة ما نكتشف تلك الشخصية بعد أن تكون سلبتنا ما أرادت لأن أهدافها الأخذ فقط وليس العطاء،،،

لكن المعاناة الحقيقية تكون لدى من يشعر بالغيرة فهى تسبب له الضيق والحسرة وكبد وتعطله عن المضي قدما فى طريقه.

أنا شخصيا وعلى الرغم من كوني توعوية اكاديمية وأعطى النصائح إلا إني في هذا الموضوع احترت وترددت كثيراًقبل ان اكتب لأني ارى هذا واقع مؤلم وللأسف موجود ومنتشر ويحتاج منا إلى ضبط النفس حتى لا تؤثر هذه الأشياء على حياتنا العامة، أن الحياة والنجاح مثل الكراسى الموسيقية يوم لك ويوم لغيرك، فواصل واجتهدوركز مع نفسك فقط، ووسع دائرة حياتك بين العمل والأصدقاء والرياضة والثقافة حتى لا ينصب تركيزك على العمل وزملائك فقط، فتحقق بذلك التوازن المطلوب فى حياتك الذى يقيك من الشعور بهوس من حولك على كرسي او منصب ولا تقابل الإساءة بمثلها، قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿فصلت: 34.

وإعلم لو أن أحداً استمر في وظيفته أو عمله لما استطاع آخر أن يتولى هذه الوظيفة، ما يبقى للإنسان سمعته، أما الوظيفة وكرسي الوظيفة يتغير مع مرور الأيام.

فيا أيها الغافل عن حكمة الحياة لا تذل الناس لنفوذك وسلطتك فلو دامت لغيرك ما آلت إليك.