آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

الدكتور الطاهر: مفهوم القوامة السائد بين الأزواج لا صلة له بالدين

أريشفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

انتقد الدكتور مهدي الطاهر الفهم الخاطيء لمعنى القوامة في تعامل بعض الأزواج، والتي لاتمت للشرع بصلة من ”ضرب المرأة واضطهادها واعتبارها بلا حق أو إرادة“، مطالبا بالوقوف لذلك التحدي ”بتغيير المفاهيم اللا عقلانية، والتخلّص من ذلك الموروث الغير صحيح“.

وحذّر من تركيز الأهل على العرض لا السبب عند رغبتهم في معالجة أي اضطراب أو سلوك غير مقبول لدى الابناء، مما يؤخر في التوصّل للحل ويفاقم الإضطراب.

ودعا في أولى محاضراته في ”علم النفس الأسري“ مؤخرا، في مركز رفاه وبالتعاون مع دار الفرقان بسيهات، إلى أهمية تأهيل الوالدين بأبجديات علم السلوك والتواصل والإدارة، لافتا إلى التحديات الصعبة التي تواجه الأسرة، وأن عدم التغير بداخلها من الوعي والفهم العام والدور الذي عليها القيام به، يساهم في انتشار ”ظاهرة“ الطلاق.

وأشار إلى أن أغلب حالات الطلاق لا تعود للمظهر الخارجي أوالجمال، وإنما لعدم الإنسجام الواضح، وغياب الكفاءة، والإختيار المبني على العاطفة، والإكتفاء بالسؤال عن المتقدّم بطرق محدودة، وخوف الناس حين سؤالهم من قطع النصيب.

وأوضح أهمية السمات الشخصية ومدى انسجامها مع الشريك، ودور العمر المتقدّم في الإختيار الواعي، مع تدعيم رأي الوالدين بنسبة 30%، وتعود بقية النسبة لمسؤولية طرفي الإختيار.

وذكر الطاهر أن الكشف قبل الزواج ليس للإلغاء، بل لأخذ الحيطة ومداراة الشريك في المستقبل، منوها إلى ما حث عليه الشارع المقدّس من الزواج والوعد بالأجر والثواب، على أن يتم بخطوات صحيحة.

وبيّن أهمية مرحلة الطفولة في السلوك البعدي المستقبلي، مع إمكان قياس مؤشرات السواء للشخصية في استقرار الأسرة واطمئنانها ومكانتها، ونجاح العلاقات الزوجية لأشقاء المتقدّم أو المتقدّمة.

ولفت إلى التغير الكبير في نسبة الطلاق للتجربة الماليزية من 75% الى 5%، وذلك بعد الدورات التوعوية في الثقافة الأسرية لمدة شهر واحد فقط، والحصول على ”رخصة الزواج“.

وعبّر الطاهر عن أسفه غياب الإهتمام بتدريس منهج في الثقافة الأسرية، أو مفردات من علم النفس الأسري في المؤسسات التربوية لرفع كفاءة الزوجية والوالدين، في ضوء التغيّر السريع وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي ونقلها للأفكار والمعلومات والصور الخطيرة على البنية الفكرية والأخلاقية ”يا أيها الذين آمنوا قُو أنفسكم وأهليكم نارا“.

وبيّن ان هذا العلم يهتم بكيفية اختيار الزوجين، والتعرف على آلية التعامل مع سوء العلاقة أو عدم التوافق بين الآباء والأبناء والزوجين وما إلى ذلك من أسباب وآثار نفسية يمكن دراستها والتّخفيف من حدّتها، ومعالجة عوامل التفكّك في الأسرة.

وتطرّق للمهارات التي يمكن تحقيقها بدراسة هذا العلم من ”تهيئة الأجواء الإيجابية للبناء الأسري، كيفية رعاية الطفل والمراهق والشيخ الكبير، بناء الإيمان والوعي الديني والأخلاق والضمير والمواطنة، إشباع الحاجات الأساسية، الإهتمام بالنشاط العلمي والإبتكار والتفوّق، بناء الطموح والإنجاز لتحقيق الرؤية“.

ولفت الطاهر إلى ضعف مقدرة معظم الآباء في المجتمع على إدارة سلوك ومتطلبات مرحلة المراهق بالإهتمام والتقدير وفهم احتياجاته وإشباعها بالصورة المناسبة، فيترك المنزل ويلجأ للصديق الغير سوي - حسب تشخيصهم - أو إدمان الأجهزة الذكية.

وأضاف عدم فهم الزوجة لسلوك الزوج الذي يقضي أغلب أوقاته خارج المنزل بين الإستراحات أو الديوانيات وغيرها من الملهّيات، تاركا إياها والأبناء دون اعتناء، بما يمكن التعبير عنه ”صورة من صور الطلاق الجزئي“.

ودعا الآباء إلى ”تعلّم“ مهارة ملاحظة مظاهر سلوك الأبناء الإجتماعي واللغوي والإنفعالي والعقلي والذكاء والقدرات المختلفة، مبيّنا أن حركة التطور بحاجة إلى المزيد من الفهم والادراك.

ولفت إلى أن السلوك لا يقتصر على الحركة، بل كل فعل يُمارس سواءا تمّت ملاحظته أم لا، كالتأمل والتفكير، لافتا إلى أن الدافع وراء السلوك قد يكون شعوري أولا شعوري، مع إمكانية قياس السلوك بدرجة عالية من الصدق.

وأشار إلى أن السلوك التربوي بحاجة لهندسة، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الفروق الفردية، والسمات الشخصية للأبناء.

وأوضح أن علم النفس الأسري أحد فروع علم النفس والذي يهتم بدراسة السلوك الحركي والإجتماعي والنفسي والأخلاقي والجنسي واللغوي والفسيولوجي والتغيّرات الكيميائية التي تؤثر على الجسم بسبب نفسي.

ونوّه إلى مساهمة علم النفس الأسري في تعريفنا بمالنا وماعلينا، وفهم الآيات والأحاديث الشريفة الواردة في ذلك.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
ابو عبدالله
[ القطيف ]: 23 / 1 / 2019م - 2:40 م
ما شاء الله تبارك الله من محاضرة راقية ومفيدة. فكرة رخصة الزواج رائعة ولنستفيد من التجربة الماليزية الناجحة.
2
نظرة تفاؤل
[ القطيف ]: 23 / 1 / 2019م - 3:22 م
كل الشكر والتقدير للدكتور مهدي الطاهر على هالموضوع الهادف التوعوي ..الكل بحاجة الى ثقافة في الحياة والمجتمع وبالذات كيفية تعامل الزوج لزوجته واستقرار الابناء نفسيا وجسديا وعلميا
3
السيد جعفر
[ الاحساء ]: 23 / 1 / 2019م - 3:23 م
رخصة زواج ?يعني الزواج مهنه ؟العقل زين والكبر شين وفيه زين
4
لقمان الحكيم
23 / 1 / 2019م - 10:46 م
يبدو ان الباحث المحترم يحتاج إلى مراجعة معلوماته و إحصائياته؛ فوفقا لآخر الإحصائيات لعام 2017 لحالات الزواج و الطلاق في ماليزيا ؛ جائت المعلومات كما يلي :

عدد حالات الزواج : 190 الف حالة.

عدد حالات الطلاق : 50 الف حالة.

و بالتالي تكون نسبة الطلاق في ماليزيا تعادل 26.3 % ؛ و هي نسبة مقاربة جدا لنسبة الطلاق في المملكة .