آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

الصحافة بين الأمس واليوم

عبد الرزاق الكوي

تشرفت في نشر مقالي الثاني في هذا الموقع المبارك بمجاورة مقالي مع مقال الاستاذ الفاضل والمفكر اللامع والكاتب المبدع توفيق السيف، ومن جاور المفكرين ان شاء الله يستفيد من فكرهم، تذكرت ملاحظة له قبل ريع قرن وهو يقدم لي نصيحة وملاحظة على كتاباتي متفضلا باقتراحه وهو عدم الاستمرار في موضوع معين، والتنويع في الكتابة، تذكرت هذه الملاحظة وانا استعد لكتابة المقال الثالث وإتمام ما بدأت فيه بكتابة المقال وارتباط هذه الكتابة بالصحف ومقال اخر عن دور الصحفي ومقال اخر عن الصحف الإلكتروني، وغيرها من الأقسام والتخصصات والأنواع تحتاج الكتابة فيها الى عشرات المقالات، وعنده قررت اجمع الصحافة والصحفي والصحف الإلكترونية في مقال واحد، من اجل ان لا يمل القارئ والى من طلب من الأعزاء في التنوع.

فأحيان يحتاج موضوعا ما الى عدة مقالات لاهميته حتى تستطيع بحثه وتغطيته على أكمل وجه، وأحيان اخرى وهو من المهم توجد فرص في كتابة مقالات في موضوع ما لا تتكرر مرة اخرى وكما لم تستطع الكتابه عنه من قبل لن تستطيع ان تكتب عنه لاحقا.

سأروي قصة بسيطة رغم أني ليس خبيرا في كتابة القصة واول مرة اكتب قصة في مقال من اجل توضيح فكرة الفرصة وعدم تكرارها.

كان يا ما كان في قديم الدهر والزمان زعيما فاضل اسمه شجعان احب شعبه حبا تشهد له الأكوان، من حبه لشعبه يرش يوما جنوب بلاده بالورد والريحان، وبفضله شماله ينعم بما يجود به قائده المجلل برشة من عطره الفتان، اما وسط بلاده في القصور يبيتون، وفي نومهم ينعمون، وأما الخاسرون فهم عن اوطانهم مغادرون، وبالنعمة الجليلة كافرون، فزعيمهم ابو النخوة لم ينسهم وهم عن بلادهم بعيدون، فأصبح يرسل لهم باقة من الورد حيث يعيشون، وسارت الأيام والسنين والشعب في هناء مبين، لم يكتفي بطلنا الزعيم بما قدم لشعبه الأمين، فأرسل من يقود هذا الزعيم، ان الجار للجار فأرسل لجارك باقات من الورد الثمين وسوف نرسل من كل نوع من الزهور انا بك لفخور، فأمطر جاره كل يوم بزهرة ووردة ورشة عطرا بل زيادة من البخور، بكرم قائدك وببسالة الزعيم استمر عطاءه ثمان من الأعوام او يزيدون، وانتهت السنوات وأصبح في كل بيت فرحة، ابتهج من اجلها الزعيم، واراد زعيمنا المقداد هدية بسيطة انه اليوم القائد المقدام، فقد قام بعمل مجلل تتكلم عنه الأكوان، أراد كعكة جميلة مزينة بأطيب الأوصاف، وقال انها لي من اقدم الأزمان، فغضب عليه قائده الساكن بعيدا عن الأوطان، قائلا انها عليك غالية الأثمان، فهذا ما يفعله دائما السيد الساكن بعيدا الأوطان، يتخلى عن صاحبه بابخص الأثمان، فاختلف الزعيمان، فأصبح زعيمنا المجل ورطان، واتجه الى حفرة صغيرة كالجرذان، وانتهت قصة زعيمنا وحسب من الشجعان.

فالصحافة وكتابة مقال ما في وقت ما يعتبر فرصة، تحتاج لها عدة مقالات، لا تستوفي حقها بما قامت به شخصية معينه والأثر الكبير احيانا على امة بأكملها، لا احد يستطيع ان يقول كلمة كفانا من عطاياك، فالصحافة تقوم بدور جليل وهو التوجيه الصادق، في ظل التطورات المتسارعة من حولنا على النطاق المحلي والعالمي، تبين الأهمية لدور الصحافة والصحفي في استغلال الفرصة المتاحة، بنقل ما هو مفيد وبناء، بجمع المعلومة، وعرضها بمصداقية وسهولة وسلاسة، في ظل الكم الهائل فيما يعرض على مدار الساعة، مهما كلف الامر من صعوبات مثل تواجد الصحفي في أماكن خطرة مثل الحروب والنزاعات، والأماكن الموبوءة، ومحاربة الفساد في مجتمعه، بنقد صادق ووصف دقيق وكتابة معمقة، بكل نزاهة وشفافية، يجعل فيها القارئ نصب عينيه، ساعيا للوصول للحقائق، والتأكد من مصدر المعلومة قبل النشر، بدون التأثر بآراء شخصية، او ضغوط محيطة، واثق بما يقوم به، مسلطا الضوء على مكامن الخلل، بمتابعته الحثيثة لقضاي مجتمعه، داعيا لله سبحانه وتعالى ان يحفظه.

ان الصحفي اليوم عليه متطلبات جمه، يطلبها المتلقي، فالقارئ اليوم عنده خيارات كثيرة ووسائل متعددة، والصحفي اليوم ثورة الاتصال فتحت له أبواب من المعرفة، جعلت المنافسة كبيرة من اجل تقديم الأفضل. تواكب متطلبات هذه الثورة، فاليوم نعيش زمن الصحافة الإلكترونية، تظهر لنا بشكلها الجذاب، وأسلوبها المتطور، واخراجها الفني، أصبحت فيه علم من العلوم الإنسانية، لارتباطها بالمجتمع من صغيره الى كبيره، تشاركه في جميع متطلبات حياته، سواء السياسية او الاقتصادية، او الرياضية، او الفنية، او الاجتماعية، وغيرها من المجالات التي لا تعد ولا تحصى، مشكلة صلة وصل مهمة بين الفرد ومجتمعه وبين الفرد والمسئولين لتتكامل عملية التنمية والإصلاح وتطور المجتمع وحماية مكتسباته.

فالصحافة اليوم بفضل ما وصلت اليه من أهمية ومكانة يقاس بها تطور شعبا ما ومدى فعاليته وتفاعله واستيعابه لثورة الاتصال، ومدى ثقافته بالتفاعل بما يطرح من قضايا مجتمعه والمستجدات على نطاق العالم، متخطية فيه الصحافة الإلكترونية دور الصحافة الورقية التي قامت بدور فعال سنين طويلة.

جاءت اليوم الصحيفة الإلكترونية بأسلوب تفاعلي موفرة للقارئ حضورا مميزا، يصله الخبر لحظة حدوثه، ينقل للقارئ بميزات لا تعد ولاتحصى، تنقل له على هاتفه النقال او الحاسوب، متابعا للخبر في اي وقت وأي مكان، على مدار الساعة، يبرز أهمية الوقت في عصر تتسارع فيه الأحداث، اصبح القارئ يشارك في صنع الحدث بمشاركته مع اخرين بما يطرح وإبداء رأيه، بمواقع بحث وأرشيف يمكن الوصول له بكل سهولة.