آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

رحمك الله أبا زكي

أمين محمد الصفار *

كنت بصدد ارسال هذا المقال للنشر وهو حول ظاهرة غياب الكفاءات عن حضور المجالس الحسينية وصلاة الجماعة في القطيف وربما حتى عن الصلاة في المسجد. لكن خبر وفاة السيد حسن العوامي جعلني اعيد قراءة المقال واكتشف أنني لم اذكر أمثلة إيجابية تتعارض مع هذه الظاهرة، فالصورة ليست قاتمة تمامًا.

كانت هذه الملاحظة - في الأصل - هي لأحد المشائخ الفضلاء، الذي لاحظ هذه الظاهرة في القطيف دون غيرها من مدن المملكة، وهي ملاحظة دقيقة وظاهرة مشاهدة، فنحن نشاهد في المدن الأخرى من المملكة تواجد هذه الفئة التي نسميها الكفاءات ورجال الأعمال، بل حتى كبار المسؤولين في الدولة «سابقين وحاليين» نرى بعضهم في صلاة الجماعة في المساجد وبعضهم له مسجد محدد يصلي فيه.

بيد أن هذه الظاهرة المؤسفة لا تقتصر على الكفاءات فقط، بل يشمل حتى طلبة العلوم الدينية مع كامل الاحترام لهم. وهذا الأمر يحتاج إلى شيء من الصراحة تمهيدا للمعالجة، وازعم أن اصلاح هذا الخلل بهذا الشمول أولى بجذب فئة الشباب تلقائيًا وقبل غيرهم، حيث انه لا يصح توجيه هذه الملاحظة الي فئة الشباب فقط دون غيرهم، بل لا يعبر عن احاطة كاملة عن هذه الظاهرة المؤسفة.

ذكرت كل ما لدى في هذا المقال - قبل تعديله - بهذا الخصوص لكن غاب عني أن اذكر أمثلة معاكسة، أن اذكر شخصيات تثبت عكس هذه القاعدة، وهي موجودة وننعم بوجودها والحمد لله وأن تكاد تكون قليلة.

لقد تمنيت كتابة هذا المقال والاستشهاد بشخصية السيد حسن العوامي الشخصية الجديرة بالاقتداء، الشخصية الوطنية الفذة وهي موجودة بيننا، ليرى ماذا يقول عنه من هم في عمر احفاده، سيما أن السيد حسن العوامي رحمه الله يحظى بأبن بار له ينقل له ويسليه بكل ما يثير اهتمامه من أخبار وكتابات، ويسعى في جلب الاخبار التي يتأمل فيها المسرة لوالده.

لقد تشرفت قبل أشهر قليلة بالعمل ضمن فريق منتدى الثلاثاء الثقافي للاعداد لحفل تكريمه، وأنا لا أعرف عنه رحمه الله إلا تواجده مع الناس، وفي تواجده الدائم إحياء مناسبات أهل البيت وهو يمثل احد وجهاء القطيف، ولكن خلال فترة الإعداد للحفل ظهرت لي عدة جوانب شخصية واجتماعية لهذه الشخصية الوطنية المتميزة اجهلها عنه رحمه الله؛ تبدأ من صداقاته الشخصية التي تخترق الاجيال إذ لم تقتصر على اترابه بل تمتد الي من هم في عمر أبناءه، شخصية لا تعترف بحاجز الاطياف والتوجهات المختلفة في المجتمع، مرورًا بأشتغاله على التطوير الذاتي وتطوير قدراته ومهاراته المختلفة التي جعلته متميزا في طرحه لأفكار ومواضيع سابقة لزمانه واهتمامات مجتمعه ويظهر هذا جليًا في مؤلفات الثمانية، وكذلك تصديه لهموم مجتمعه وحل مشكلاته في فترة حرجة مع قلة من شخصيات هذه البلاد وقلة فيمن يتقن الأداء ولا تنقصه الحكمة في هذا المجال.

سوف نظل نشير ونشيد بكل الشخصيات الوطنية التي سعت بكل جوارحها لخدمة أهلها ووطنها كي تستمر مسيرة العطاء.