آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

قيادة ذاتية

ليلى الزاهر *

للقلم صولة وجولة، وللفكر السلطة والحكم، وللضميراليقظة والسمو، ولنا القدرة على بناء قيم أصيلة نُدير بها أنفسنا ونقود بها ذواتنا بثقة.

إن تقدير الذات لغة تعبيرية راقية يُعبر بها الفرد عن نفسه بثقة وفخر؛ ويظهر ذلك جليّا في تصرفه مع المواقف الحياتية المختلفة ولا أدلّ على ذلك من إنسان عشق العمل وذلّل جميع الظروف ليعيش لحظات جميلة من الإنجاز والوصول لأهدافه.

وتطوير الذات شعور ينتج عن طاقات إبداعية غير مألوفة تفرّد بها صاحبها، فأصبح عنوانا فتيّا لكل أروقة الجمال. لكن متى تبدأ إشارة البدء في العمل لتطوير الذات؟

قد تلتفت فترى موهبتك التي تمتلكها وقد انخفض منسوبها بينما يمتد زحف الإنجاز سريعا أمامك وكنت من الممكن أن تكون خلاله. وفجأة تظهر فكرة أو مشهد حياتي جميل أو ربما صورة جذبتك وأيقظت الإدارة الذاتية بأعماقك فبدأت تُنظّم حياتك الجديدة وخرجت بشعار آخر مؤمنا به وهو أنا منتج، أنا مستثمر جيد لطاقاتي المبعثرة. أُطوّع المعوقات كيفما أشاء، مقبلا على الناس بحب.

من هنا تنطلق رحلتك الجميلة. قف أمام نفسك واسألها أين أنا؟ وهل أنا بمكاني المناسب؟ أم أن المعوقات الإنتاجية تمكنت من تطلعاتي وأصبح اتصالي بنفسي غير مثمر؟ هل توقفتُ في نصف الطريق يوما ما عاجزا عن الوصول؟

إن التعهد مع النفس، والوفاء للهدف أمرٌ يحتاج للانضباط الفعلي يسبقه وضوح الرسالة وتفهُّم سبل التعامل مع معوقات الإنتاجية التي نتفاجأ بها في زحام العمل لذلك يبرز لدينا نقطة مهمة جدا أثناء السعي في رحلة تطوير الذات وهي جدولة المهام المنوطة بنا جدولة يومية أو أسبوعية فالبعض ممن لايمتلكون ذاكرة فتيّة لديهم «نوت» يسجلون عليه كل ماتمّ تنفيذه أو مالم يتمّ تنفيذه وبذلك هم أشهروا أدوات النجاح في عملهم، وسعوا بجد فغمرت نفوسهم الدهشة مما قاموا به في فترات وجيزة. لقد تعاملوا مع مواقفهم الحياتية بهدوء وسكينة النفس التي لاتتذمر من ضيق الوقت.

من المشاهد الحياتية الجميلة التي حامت أمام قلمي فنجان القهوة في صالة رياضية نسائية.

عندما رأيتُ صاحبته لأول وهلة أبْعَدتُها عن طريق السمنة بل أنني أدرجتُها في مضمار الجمال الجسماني وأحدث خطوط الموضة الأنيقة.

عرفت من خلال حديثي معها أن وزنها كان فوق المئة كيلو جرام لكنها تنبهت وتركتْ كل شيء حتى فنجان قهوتها اللذيذ هذا، لقد استغنتْ عن رحلاتها الممنهجة في سياق أشهى المطاعم وأفخمها.

ابتسمتْ بعذوبة وقالتْ: تفوقتُ على نفسي وانتصرتُ لها. تخلصتُ من جميع القيود المثخنة وعدت بثبات إلى فنجان قهوتي حيث تركته يضج بالشوق لي. وهذه أنا الجديدة بوزن لايتعدى الستين كيلو جرام يلهمني طريق الصحة، ويفتح إدراك الحيّ كلّ صنوف تطوير أفكاري النمطيّة أمام ناظري.

‏ربما تكون أنت المميز في حياة أحدهم ويُقتفى أثرك، لذلك بحب قدّم أجمل ماعندك وأعزف ألحانًا جميلة تحلق في آفاق من حولك فأنت مدادٌ عند البعض.

من جهة مماثلة لابد أن نبتعد تماما عن الهوية المتشائمة، ونمتلك طاقة تحفيزية كبرى نروي بها من حولنا. نرتدي لباس القوة لانعجز ولا نتكاسل لأننا ننتمي إلى دين جسور. يقول نبينا محمد ﷺ: ”المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان“

إن التّميّز في المحيط الاجتماعي والمهني وليد إدارة وقتية استفاد صاحبها من زمنه الحرّ وطوّعه كيفما يريد ليظهر بصورة وضّاءة تلفت انتباه الجميع.