آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ملتقى الجودة بالقطيف «2/2»

أمين محمد الصفار *

وصلتني بعد التعليقات والملاحظات حول المقال السابق، ومعظمها يدور حول نقطتين، الأولى؛ حول أنني أتحدث عن مجلس «اي مجلس الجودة بالقطيف» لا أحد يعلم أو سمع عنه شيئًا، وكأنني أنا الوحيد الذي أعلم عنه، فلا جهة رسمية تحدثت عنه وعن تفاصيله ولا يوجد له أي مفاعيل على الأرض وكأنه حالة افتراضية غير موجودة.

الملاحظة الثانية هي: كيف يمكن لمجلس الجودة بالقطيف أن يكون قادرًا على تفعيل اعماله وهو لا يملك الصلاحية والامكانيات اللازمة لتفعيل دوره داخل الأجهزة الحكومية في المحافظة؟

في الحقيقة أنا لا أملك المعلومات الكافية ولا الصلاحية للحديث عن المجلس إلا بالمقدار العام وعن الاطر والاشكال التي تتخذها المبادرات المتعلقة بالجودة عادة سواء على شكل مجالس أو ملتقيات أو لجان، وكذلك مشاركة الناس والجهات المعنية بالمقترحات ووجهات النظر التي أراها تصب في نفس الاتجاه، ويبقى الدور منوط بالجهات التي قامت بالمبادرة والجهود التي بُذلت كي ترى النور.

اما من حيث الصلاحيات، فلقد عرفنا ان هناك لجنة منظمة ومن أعمالها ومسؤولياتها أنها مسؤولة عن كل ما يتعلق بالملتقى وبرامج الجودة وأنشطتها، وأنها مسؤولة عن الاعداد لهذا الملتقى بشكل سنوي، كما رأينا التوصيات التي خرج بها الملتقى وفيها عدد من الدعوات المهمة لقادة الأجهزة الحكومية في المحافظة لتشكيل لجان للجودة، والعمل على تحسين العمليات الإدارية وهندرتها، وتأهيل موظفي الصف الأول للتعامل مع أنماط المستفيدين وتجسير الفجوة الأدائية لتحقيق احتياجاتهم وتطلعاتهم، ووضع نظام لتطوير الإجراءات، وتمكين القيادات ودعمهم لنقل معايير الجودة وتحويلها إلى ممارسات ميدانية، وهذا يؤكد على أن طبيعة أعمال الجودة أنها ذات طابع تراكمي وليست مجرد قرارات يتم تنفيذها بين ليلة وضحاها.

أنني أفهم من الملاحظات التي وصلتني تعقيبًا على المقال السابق أن الناس تريد آثارًا سريعة على الأرض لأعمال وملتقيات الجودة، لأن أثر ضعف الجودة هنا وغيابها هناك يبدو أنه كبير وملموس الضرر ومازال التغيير والتغيير السريع هو المأمول، هذا على مستوى جيل «X» فقط، أما جيل «Y» وجيل «Z» فأن سقف الطموح والآمال ومعايير القبول بالتأكيد أعلى وأعتقد، وهذا يحتاج أن يكون في قمة الاعتبار.

لذا وبالرغم من القائمة الطويلة، الا أن إعطاء مهمة تسهيل وتسبيط الإجراءات الإدارية للخدمات الحكومية الأولوية والخطوة الأولى في أعمال مجلس الجودة هو الأهم، فهي الأسهل والأسرع في التغيير والتغيير السريع «Quick win» والأكثر ملامسة لحياة الناس واستشعارًا لتطور مستوى الجودة بالمحافظة وتحقيق التنمية.