آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

”المبادرات الاجتماعية“ في الأحياء والدعوة لتفاعل ابناء الحي

المهندس أمير الصالح *

طُلب مني ان القي كلمة بعنوان ”كلمة اجتماعية“ في محضر ابناء الحي ضمن برنامج احتفالي عقد على مشارف منتصف شهر شعبان؛ والواقع أني اعلم مسبقا انه مهما كانت او تكن الكلمة الاجتماعية الملقاة على مسامع الحضور متنوعة في الطرح والمعالجات لبعض المواضيع، فانها لن تغطي كل ما يتطلع اليه الحضور؛ وقد لا تسلم اي كلمة موجه للجمهور من النقد بشقيه الإيجابي والسلبي لاختلاف المناظير وتعدد سلم الأولويات في ذهن الحضور. الا أني وبعد التوكل على الله، وجهت الكلمة نحو طرح محدد وهو تسليط الضوء على المبادرات الاجتماعية وأهمية التفاعل معها وتشجيع ايجاد العديد منها لإيجاد التغيير الإيجابي او الإصلاحي او لزراعة أنماط من السلوك المحمود والتغلب على بعض مصاعب الحياة. وددت ان أشاطركم اهم تلكم النقاط التي وردت في تلكم الكلمة.

لعل من اهم ما يميز المجتمعات الحية والمقبلة على بناء الحياة السعيدة هو الإبداع في إطلاق مبادرات اجتماعية على ارض الواقع تهدف وتساهم في حل بعض المعضلات القائمة او تفادي الوقوع في بعض المشاكل المتوقعة او تجذير السلوكيات المحمودة. في حي حينا كما في معظم الأحياء السكنية، يقطن الكثير من الآباء القدوة والشباب المتوقد والابناء الاوفياء وتتنوع خبراتهم العلمية والعملية. وهم يسعون جاهدين ليكون الحي حي متألق في كل الشؤون الخدمية والاجتماعية والصحية والحضارية والبيئية. وتلكم العوامل بنجاح توفرها تتعزز روح الانتماء وتوطد علاقات حسن الجوار وترتقي بمستوى النظافة وتزيد من الوشائج الاجتماعية بين قاطني هذا او ذاك الحي.

انطلقت ومازالت تنطلق على مستوى أفراد او قرويات في الحي المشار اليه عدة أنشطة ومبادرات اجتماعية هدفها الأسمى تعزيز السعي لارضاء الله وتعزز روح الألفة والتعاضد الاجتماعي ونشر اجواء الثقة والاحترام المتبادل ورفع منسوب الراحة وزيادة مستوى المسؤولية الاجتماعية بانخراط كل فرد من أفراد ذاك الحي في المبادرات المطروحة. شخصيا، ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك والإجازة الصيفية، اهيب بالجميع للانخراط في تعزيز ودعم روح المبادرات الاجتماعية والتطوعية المترجمة على ارض الواقع. ومن جميل الصدف انه حديثا تم إطلاق بادرة وهي في بداياتها وتحمل عنوان ”احب حديقتي“. البادرة تهدف لتعزيز الاهتمام بالبيئة النظيفة في كامل الحي ابتداءا من الحدائق ومرورا بالأماكن والمرافق العامة وانتهاءا بالشوارع.

لمعرفة المزيد https://jehat.net/?act=artc&id=55929

. وقد تم التواصل بين اصحاب المبادرة في الحي مع بعض الأقسام الفنية في الامانة العامة لمدينة الدمام ووجد اصحاب المبادرة تجاوب جميل في هذا الصدد من قبل الامانة. وفي الحقيقة حُملت أمانة إيصال الصوت ونتمنى ان ينخرط اكبر عدد من ابناء الحي في المبادرة المذكورة «صور من الفعالية». وفي ضفة أخرى اطلق بعض الأصدقاء قبل مايزيد عن عام، اطلقوا نشاط تطوعي بعنوان المبادرون وتوج النشاط حديثا إلى إقرار مبدئي من وزارة الخدمات الاجتماعية لاعتماد جمعية غير ربحية تعني بتزويد خدمات استشارات نفسية لما بعد الصدمات والحوادث الإرهابية. وهذه المبادرات الناجحة محل اعتزاز لابناء المجتمع الذي تنطلق منه وتنمو فيه.

الآباء الأعزاء، الشباب اليافعين الأوفياء يعول المجتمع على تظافر جهودهم وتسخير طاقاتهم وبعض من أوقاتهم الثمينة لخلق بيئة مبادرات اجتماعية مبدعة من اجل خلق حي اكثر انصهارا اجتماعيا واكثر اندماجا وتميزا.

نتطلع واياكم مع قادم الأيام ان يطرق مسامعنا تقدم احد الشباب اليافع في تبني مبادرة بناءة او مبادرة لاحد ساكنات الحي في تبني بادرة او مبادرة احد المثقفين او المهنيين في عقد ورش متخصصة؛ وهكذا أنشطة فاعلة حتما سترتقي بابناء الحي في توجيه بعض طاقات الشباب واحتضان ابداعات اليافعين وتنمية اجيال المستقبل والاستلهام من تجارب كبار السن لخلق إنسان اكثر فاعلية في المحيط المحلي والاجتماعي والوطني.

وهنا أضع بين أيدي القراء مجموعة مقترحات لمبادرات يمكن لمن يود ان يتبناها ان يتصدر الأخذ بالنشاط ويفعل الحدث:

- مبادرات لزيادة الوعي في أمور السلامة بشكل عام والسلامة المنزلية بشكل خاص ك مبادرة وضع خطط الإخلاء المنزلي في حالة الطوارئ وتعريف نقاط التجمع الآمنة في المنزل... إلخ

- مبادرات لـ اثراء التفاعل الاجتماعي لكل فرد ساكن في الحي resident’s engagement

- مبادرات لـ الإسهام في نشر ثقافة السلامة المرورية بين السائقات المستجدات

- مبادرات ادارة المشتروات لدى الصغار من خلال انخراطهم في عملية إعداد قائمة المشتروات وتحديد الكميات والتسوق مع أبويهم استعدادا لشهر رمضان

بقي ان اذكر القراء الكرام باننا نقف على مشارف بدء الإجازة الصيفية وحلول شهر رمضان المبارك وعليه تكون المبادرات النوعية إذا ما أطلقتموها او تبنيتموها لها نصيب اكبر في النجاح واستثمار وقت الطلاب.