آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:14 م

معالجة الاخطاء

محمد أحمد التاروتي *

تتفاوت طريقة معالجة الاخطاء، تبعا لنوعية الخطأ من جانب، وحجمه وماهية الطرف المرتكب من جانب اخر، فالأخطاء ليست متساوية مطلقا، خصوصا والبعض منها لا تتجاوز تأثيراتها الإطار الشخصي، بينما تترك بعض الاخطاء اثارا جسيمة على المحيط القريب، واحيانا تشمل دائرة واسعة، وبالتالي فان دراسة الاثار المترتبة على الاخطاء خطوة اساسية، في اختيار الطريقة المناسبة لتطويقها، ومنع انتشارها تمهيدا لوأدها بشكل نهائي.

التدخل السريع، وتحمل المسؤولية، والقدرة التجاوز، عناصر اساسية في معالجة الاخطاء، خصوصا وان التراخي في تطويق الاخطاء يزيد من تفاقمها، مما يتطلب جهودا كبيرة في اعادة الامور لسابق عهدها، وبالتالي فان تحمل المسؤولية يفضي للتحرك السريع، وعدم انتظار استفحال الاخطاء، نظرا لخطورة التأخر على مختلف الاصعدة، مما يستدعي وجود عناصر تتحلى بقدر كبير من المسؤولية، لتصحيح بعض الاخطاء، باعتبارها طريقة مثالية لوضع المجتمع على المسار الصحيح، بالاضافة لذلك، فان غياب روح التسامح، وسيطرة الغل والحقد، يعمق الهوة في المجتمع، ويكرس الحالة السلبية، الامر الذي ينعكس بصورة مباشرة على استمرارية الاخطاء الجسيمة في المجتمع، بمعنى اخر، فان التحلي بسعة الصدر يسهم في استيعاب بعض الاخطاء، ومحاولة ايجاد الطرق المساعدة على اجتثاثها، مع الحفاظ على التماسك الداخلي، لاسيما وان استخدام التقريع في طريقة المعالجة، ليس مناسبا احيانا، مما يستدعي استخدام طريقة ”العصا والجزرة“، في معالجة الاخطاء.

ضبط النفس، وتفادي الطريقة الانفعالية، او المتشنجة، عوامل مساعدة في معالجة الاخطاء باقل الخسائر، لاسيما وان الفوضوية تترك اثارا سلبية، وتعرقل الجهود في امتصاص ردود الافعال المضادة، وبالتالي فان السياسة الاحتوائية تساعد في المعالجة المثالية، خصوصا وان الموقف المتشنج، وغير الحكيم، يدفع باتجاه اطالة امد المشكلة، نظرا لغياب التفاهم، وانعدام اللغة المشتركة، مما يسهم في اضاعة الجهود، والفشل في السيطرة، على الوضع بالطريقة المثالية.

اجراء مقارنة شاملة لحجم الخسائر، ومقدار المكاسب، يشكل محفزا باتجاه الطريقة المناسبة للمعالجة، خصوصا وان الانخراط غير الواعي يخلف اثارا كارثية آنيا، ومستقبلا، لاسيما وان البعض يتحرك بنوايا حسنة بيد انه ”يزيد الطين بله“، نظرا لافتقاره للقدرة على ترجيح المكاسب على الخسائر، سواء من خلال اختيار الأسلوب الفج، او اختيار الوقت غير المناسب، مما يسهم في تعميق الحراج بشكل كبير، الامر الذي يتطلب وضع جميع الخيارات تحت المجهر، من اجل التعرف على الأضرار، والمنافع لكل طريقة من الطرق، مما يفضي في نهاية المطاف لاختيار الوسيلة المناسبة، بغرض تقليل الخسائر وتعظيم المكاسب.

دراسة الظروف الاجتماعية، والحالة النفسية لمرتكبي الاخطاء، تعتبر جزء اساسي في المعالجة المثالية، خصوصا وان الضغوط الاجتماعية تدفع احيانا باتجاه الاختيار الخاطئ، مما يشجع على الاستمرار في المسيرة الخاطئة، مما يستدعي وضع الحالة الاجتماعية في الحسبان، من اجل الحصول على القراءة الصحيحة، والتعرف على العوامل الخارجية لارتكاب الاخطاء، بالاضافة لذلك فان الحالة النفسية لمرتكبي الاخطاء، تمثل احد العناصر للاقدام على هكذا ممارسات، وبالتالي فان المعالجة تتطلب النظر للعوامل الداخلية لمرتكبي الاخطاء، من اجل الحصول على الإجابات الشافية، مما يفضي للمعالجة الصحيحة والقادرة، على اعادة الامور للوضع السليم.

كاتب صحفي