آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

نوعية ممنهجة

بدرية حمدان

النوعية الممنهجة اسلوب مختلف يخرجنا من الشكل التقليدي الذي اصبح مملا نوعا ما، ولا يعيره المتلقي أي اهتمام وإن مر عليه يكون مرور كرام، وهذا ما نلمسه في كثير من الأمور التي تمر بنا حيث نحتاج إلى نقلات نوعية تشعرنا بالتجديد وتكو ن دافعا محفزا لعملية التطوير الذاتي الذي نسعى له جميعا، فالأشكال المتداولة من النماذج القياسية سواء كانت مادية أو معنوية كقطع البازل التي صممت بأشكال معينة بحيث لا يمكن استبدال أي قطعة بأخرى ولا يمكن أن تسد مكانها، وهنا في حالة فقدان أي منها تعطب اللعبة ولا يمكن استكمالها.

لذا لابد من أن نبحث عن بدائل نوعية شريطة أن تكون دات جودة عالية، فأفكارنا التقليدية لا تتوافق مع طموحاتنا وتطلعاتنا المستقبلية، بل ربما تكون عائقا في تحقيق تلك التطلعات، ومن هنا ندرك أهمية تجديد المنهجية الفكرية، وفق أسس علمية وثقافية، بما يتماشى والأدوات المتوافرة لدينا حيث أن هذه الأدوات مختلفة وتحتاج إلى تطور مستمر لتبقى صالحة الاستخدام، فكل شخصية لها أدواتها الخاصة والمختلفة عن الأخرين، في الغالب هذه الأدوات تكون المحرك للتغيير إذا ما تم استعمالها في الاتجاه الصحيح، فالهواية تظل هواية إذا ما حسنت من مهارات الأداء لتطويرها إلى عمل ابداعي فربما تتحول إلى عمل ومهنة، تخدم المجتمع وهنا نكون قد اخرجتها من الدائرة المغلقة ومن حيزها الذاتي الخاص إلى العام.

فكثير من الأشياء التقليدية التي تحولت إلى تحف مصفوفة على الأريكة تم لها إعادة تجديد بقالب عصري حديث وبتكنيك نوعي مميز يتناسب والذوق العام فيزداد الاقبال عليها وتداولها بشكل كبير، فهذا واقعا ليس صعبا فكل ما حولنا يحتاج إلى تحديث. من الأشياء الطريفة التي تصادفنا احيانا ونتصرف فيها بعفوية وعلى سجينتا عندما نقابل بعص الشخصيات التي ترفض أي نوع من

التجديد وتضع نفسها في قالب محدد، وتعيش بعقلية ممكن هنا نطلق عليها عقلية العصر الحجري، تريد كل شيء، تريد أن تكون متميزة ومبدعة بعقلية ثابتة، متقيدة بثوابت وضعتها لنفسها لتبقى دائما في الطابع الكلاسيكي بعيدة عن التجديد والعصرية، بينما لو نظرنا في حقيقة الأمور لوجدنا إنه لابد من التحرر واكتساب أفكار جديدة بنوعية ممنهجة تتناسب مع قدراتنا المستقبلية، بمعنى اعمارنا وتجاربنا وخبراتنا فهي نتاج حياتنا التي نبني عليها تلك الأمال، والطموحات بالاستفادة من سلبياتها وايجابياتها فهي المحك الأساسي لما سوف يترتب عليه من نجاح أو فشل، وإن كنا لا نعترف بهذه الخطوة، فالفشل دائما هو بداية أي نجاح، فكل تجربة لابد أن تمر بسلسلة من خطوات الفشل الذي تعتبر نقاط تزيد من قوة تجاربنا وتعزز مؤشرات النجاح، فالحياة تستحق منا خوض كل التجارب حتى نستطيع البقاء، أليس هناك قانون في الطبيعة ”البقاء للأقوى“؟

فلنعمل عصفا ذهنيا لأفكارنا لصياغة حياة جديدة بمنظور فكري متجدد وعقلية نامية مواكبة لتطور.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
حسن من ایران- طهران
[ طهران ]: 3 / 5 / 2019م - 11:46 ص
شکرا