آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

هل تبقى المنشآت الصغيرة صغيرة؟

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

هل قدر المنشآت الصغيرة أن تبقى صغيرة؟ وما الذي يمنعها من النمو والكبر؟ سيحدثك بعضهم عن التمويل أو العوائق البيروقراطية، ولا أنكر التأثير السلبي لهذه المعوقات، لكن يبدو أن السبب الأكثر تأثيرا كان ولا يزال أن ”عرق“ هذه المنشآت ليس في ”الماء“، كما يقول المثل الخليجي الدارج، كناية عن أنها ليست مدعومة ومسنودة بشبكة من المصالح والمعارف. لم يتغير الوضع جذريا، لكن أخذ في التغير بعد أن سلطت ”الرؤية 2030“ الضوء على أهمية تنمية مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي الإجمالي، وجعلت ذلك أحد مستهدفاتها، ثم تتابعت الخطوات، ولا سيما تأسيس ”منشآت“ لرعاية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ولا تقل المحفزات التي تطلق تباعا من خلال برنامج مبادرات تحفيز القطاع الخاص، التي قوامها 200 مليار ريال. فضلا عن عدد من المبادرات لتجاوز الضعف الهائل في توفير التمويل للمنشآت الصغيرة، وقد اهتم برنامج تطوير القطاع المالي، وفي هذا الأسبوع هناك مؤتمر  فيما تكتب هذه الأسطر  لتمويل المنشآت الصغيرة. 

هل هذا يكفي؟ هذه عوامل مساعدة ومساندة لا شك، ومع ذلك يبقى أمران حرجي الأهمية. الأول أن نجد طريقة لوضع عروق المنشآت الصغيرة في الماء. وهذا أقرب للتحقق أكثر من أي وقت آخر، بسبب الشفافية في أهم قطاع للتزويد في الاقتصاد السعودي، وهو المشتريات الحكومية، وذلك من خلال إطلاق منصة ”اعتماد“. ومع ذلك فهذا ليس كافيا لجعل العروق تسقى بالماء بما فيه الكفاية. لا بد من إيجاد طريقة ”أو مبادرة بلغة هذه الأيام“ لربط المنشآت الصغيرة ربطا عضويا بسلسلة التزويد والقيمة للمنشآت الصغيرة الأخرى والمتوسطة والكبيرة والعملاقة، وذلك من خلال منصة تضاهي منصة ”اعتماد“ ”الحكومية“ مخصصة لمشتريات القطاع الخاص، ويمكن تسميتها ”تزويد“، وبوسع مجلس الغرف السعودية تبني هذه المبادرة وإطلاقها، وتسجيل أية منشأة سعودية أو مقيمة أو غير مقيمة كعضو في منصة ”تزويد“. وبالتأكيد فإن لهيئة المحتوى المحلي دورا مهما لتعزيز منصة ”تزويد“. وبذلك يصبح ”الماء“ الرقراق في متناول المنشآت كافة، ومن خلال محفزات المحتوى المحلي، سيكون للمنتجات من سلع وخدمات فرصة حقيقية للمنافسة، ما دامت تلبي المتطلبات والاشتراطات وعلى رأسها الجودة والاعتمادية. ولا يوجد ما يمنع، ولتوفير الوقت والمصاريف أن تحتضن ”اعتماد“ منصة ”تزويد“، أو استضافتها، وفي حال حدوث ذلك فبوسعنا إطلاق منصة ”تزويد“ خلال أسابيع قليلة. ”يتبع“

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى