آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين

عبد الرزاق الكوي

عن داود الرقي، قال كنت عند ابي عبدالله الصادق إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: ياداود لعن الله قاتل الحسين فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلا كتب الله عز وجل له مائة الف حسنة، وحط عنه مائة الف سيئة، ورفع له مائة الف درجة، وكأنما اعتق مائة الف نسمة، وحشره الله تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد.

السلام عليك ياسيدي ومولاي يأابا عبدالله

السلام على الحسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. السلام على بطلة كربلاء زينب السلام على ابا الفضل العباس وعلى اخوته وعلى فخر النساء ام البنين عليه جميعا ازكى السلام.

منذ زمن طويل وأنا افكر أن أحظى بشرف الكتابة عن سيدي ومولاي الحسين ، مئات المرات أتردد كثيرا تأخدني الرهبة، فمن انا حتى اكتب عن سيد شباب اهل الجنه، ماذا يكتب الصغير عن العظيم، وماذا يملك تفكيري البسيط ليكتب عن سيده، وما قيمة ما سأكتب في ظل ما كتبه المراجع العظام والعلماء الاجلاء والمفكرين الكرام، وما كتبه من غير المسلمين، فلم تخط الأقلام بمثل ما كتب عن الامام الحسين ، فكلما جمعت قواي احتارت الكلمات وتوقف القلم، أتقدم خطوه وارجع خطوات، امنيات ان ينالني شرف الكتابة، يقينا ان الكتابة عن الامام كتابه في حق النبي صلى الله عليه واله وفي حق الامام علي وفي حق مولاتنا صاحبة المصاب فاطمه وحق الامام الحسن وباقي الأئمة عليهم جميع السلام.

كلما تراجعت عن الكتابة رجعت اقراء حديث الامام الصادق في حق الحسين علينا وواجبنا ان تصل مظلومية الامام لشيعته ونتذكر مصابه تعطينا القوة ان نكتب ليصل نداء الحسين وحق جدي انا عطشان، ابن فاطمه عطشان ياعظمة المصاب والمصيبة عند الله، فلو ان طفل من أطفالنا صاح ان عطشان لتسابق الجميع في احضار الماء، وابن رسول الله جنب الفرات عطشان،

يدخل علينا الشهر الكريم تقبله الله منا جميعا وأعادنا الله عليه ونحن في افضل حال، شهر الطاعة والمغفرة والتقرب لله سبحانه وتعالى، من تلاوة القران الكريم والأدعية المباركة وحضور المجالس المقامة في هذا الشهر وآجر وثواب الصوم فعندما يذكر الصوم يذكر معه العطش وعندما نشعر بالعطش والحاجة للماء نعرف ما الشعور الذي يختلج في صدورنا، لقد تفتت كبدي من العطش، مناديا شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني، انها العبرة والدمعه عليك سيدي يااباعبدالله، شيعتك لم ولن تنساك، فذكراك سيدي اليوم يعم المعمورة، أرادوا اسكات صوتك فدخل صوتك لكل قلب طاهر، السلام عليك يا ابا عبدالله، فقد ورد في أقوال اهل البيت إن ذكر الحسين عند المؤمن لازينقطع أبدا فهو ورد يومي علينا ان نهتم به ونجعله جزء من يوميات حياتنا حتى وان شغلتنا المشاغل وأهمتنا المشاكل وعصف بنا المصائب فمصيبة الحسين ستبقى مصيبتنا التي لا تنسى ان لحرارة مقتل الامام الحسين لوعة في قلوب محبيه لا تطفئ الى يوم القيامة. مأساة تتجدد مع وجودنا وانفاسنا ومع كل قطرة ماء نشربها، فلم تعرف في حرب من الحروب استخدم فيه الماء كسلاح ضد العزل من النساء والأطفال والرضع كم جرى في واقعة كربلا وفي ذرية رسول الله صلى الله عليه واله.

يقول دعبل الخزاعي:

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا.. وقد مات عطشانا بشط فرات

يريد دعبل ان يذكي فينا اللوعة فالشخص الذي يوشك أن يقتل يقدم له الماء قبل قتله، وأن قتل عطشانا في صحراء قفرة، فقد يكون الأمر ممكنا، لكن ان يقتل ابن سيدة نساء العالمين بجنب النهر فكم هي قمة الجريمة وفضاعة الفعل.

السلام عليك يا ابا عبدالله وانت والنسوة والأطفال عطاشى ثلاث ايام في حرارة كربلاء

فلتعاهد عند إفطارنا ونحن نقرأ دعاء الافطار وقراءة السورة المباركة ونشرب الماء بالتوجه السلام عليك يا اباعبدلله كلمات قليلة على اللسان عظيمة في الميزان، وهنيئا للقلوب الطاهرة ان تسكب ولو دمعة واحدة في هذا الشهر، فهذا منهج الآباء والأجداد عند شرب الماء تذكر الحسين ولعن قاتليه، نحتاج الى استمرارية واحياء هذه الظاهرة في نفوس ابنائنا. لمردودها العظيم علينا جميعا، فليس قليل ما قدمه الامام الحسين للإنسانية فلا نبخل عليه بالقليل، نواسي سيدة نساء العالمين لنحظى بشفاعتها، حقها علينا ان نواسيها في كل مكان وزمان فليس فقط في المأتم فقلوبنا سيدتي ومولاتي لكم مآتم.

السلام عليك ياسيدي ومولاي يا ابا عبدالله.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
توفيق الأسود
[ تاروت ]: 5 / 5 / 2019م - 4:50 م
السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي 
حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك، عَلَيْكًُم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً 
مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ 
مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ أهْلَ البَيتِ، السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ 
بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ 
الحُسَين.