الشايب: القرقيعان أصله ”حساوي“ وهو موروث شعبي منذ مئات السنين
أحيا أهالي الأحساء ليلة النصف من شهر رمضان المبارك كعادتهم كل عام بالصلاة والإبتهال والدعاء في المساجد وبإقامة مآدب الإفطار الجماعية في المساجد والمجالس العائلية.
وينطلق الأطفال مع أمهاتهم وآبائهم يجوبون شوارع القرى والفرجان في عادة تتجدد سنوياً باسم ”القرقيعان“ وتعتبر جزءاً من الهوية الأحسائية، وتتميز بحفاظها على العديد من العادات الاجتماعية منها لبس الأطفال الثياب المستمدة من التراث المحلي القديم كالوزار والطاقية والثياب ذات النقوش والألوان، وترديد بعض الأهازيج والأناشيد من الفلكلور الشعبي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
ورصدت ”جهينة الإخبارية“ خلال جولتها اهتمام الأهالي بتقديم الأغذية الصحية مثل الكباب والبليلة والخضروات والزعتر والعصيرات، وماء الورد، وتوزيع ”المشموم“ الحساوي بشكل لافت.
وفي بعض القرى حرص الأهالي على التجمع في أماكن داخل القرية لتنظيم المسابقات والألعاب بعيداً عن الشوارع الرئيسية للحفاظ على سلامة الأطفال.
وفي اتصال الصحيفة بالناشط الاجتماعي وأحد المهتمين بالتراث المهندس عبدالله الشايب، قال: ”استطاع الأحسائيون أن يحولوا من الفرح بدمج الأطفال المستجدين للصيام أو الذين هم تحت التدريب يعني لم يبلغوا التكليف مع الأطفال الآخرين في تظاهرة تفاعلية اجتماعية نمت في وجدان الأهالي بفتح أبواب منازلهم في تكافل واضح باعتبار أطفال المجتمع هم أبناء الجميع، وهو تحفيز للأطفال انهم أكملوا نصف الشهر والتشجيع أن يكملوا الشهر“.
وتابع: ”لأن الأداة التي تستخدم لإظهار الصوت من عسق االعذوق وبهزها ترتطم مع الجزء الوسطي وتحدث قرقعة تسمى قرقعانة ويمكن التحكم في الريثم حسب الأهزوجة ولذا سمي قرقيعان وهو فلكلور قديم متوارث انتقل من مجتمعات الأحساء الى مدن الجوار“.
وأضاف: ”للقرقعان أهمية جانبية بتعرف الأطفال على بيوت أرحامهم ومجتمعهم، وكان سابقا يقام عصر نهار الخامس عشر من شهر رمضان، مع تغير سلوك المجتمعات في الأحساء تحول إلى ليلي“.
وحول سؤاله هل يوجد تاريخ محدد لبداية القرقيعان في الأحساء، أجاب: ”إنه موروث قديم يعني متوارث عبر الأجيال، لذا نمى في الوجدان عبر مئات السنين لتحقيق أهدافه الإجتماعية، والتوثيق في الفلكلور حسب منظمة اليونسكو لا تحتاج لتاريخ لأنه يضعف مفهوم الموروث خاصة اذا كان الموروث ينتقل متواترا عبر كامل المجتمع، والأحساء عبر التاريخ هي مقر الحاضرة في الخليج لذا تكون دائما مصدر الفلكلور، ويمكن أن يتغير بعض الشيء عند انتقاله لمدن الجوار وهذا معروف في انتقال تأثير الموروث“.
وتابع: ”هذا العام مثلاً أقيم القرقيعان بمطار الرياض وغيروا بعض الكلمات وحتى اللحن وهكذا“.