آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

الصراحة راحة مع الزوجة

الدكتور نادر الخاطر *

شاهدت قبل العرض الختامي حالتين من الشعور بفقدان الكرامة من الزوج من جهة أهل زوجته، في المرة الأولى قال لي أحد الأصدقاء بأنه تزوج من بنت أسرتها كانت تمتلك أموالاً وعقارات بمستوى عالٍ من الغِنى ووالدها من وجهاء البلد على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، لم أستطع أن أجعل زوجتي تعيش في مستوى المعيشة التي أهلها عليها بشراء بيتٍ لها أو سيارة فاخرة، فأنا رجل دخلي محدود وأعيش في شقة ايجار تستر علينا أنا وزوجتي وابنتي، فقال لي بأنه يشعر بفقدان الكرامة أمام أهل زوجته ويريد الطلاق.

فقلت له تعرف صديقنا «احمد» أيام الدراسة، صديقنا احمد تزوج من أسرة غنية وربما تفوق أسرة زوجتك غِنى من المال والحالة الإجتماعية، فقام والد زوجته بإهداء ابنته منزلاً قبل زواجهما للعيش فيه وكذلك بإهدائهم تذاكر للسفر مع السكن ومبلغ مالي وبعد العودة من السفر احضرت أم العروس خادمة منزل كهدية إلى ابنتها.

هل تصدق صاحبنا احمد يتسلل له الشعور بأن كرامته مفقودة، فهو يشعر بعدم فقدان الكرامة إذا قدم ماتحتاجه زوجته من تعبه وليس من تعب غيره، فحياته زحف لها الملل حيث كيانه مفقود كرجل وصاحب أسرة وبأن حياته وعمله لا وجود لهما أمام زوجته فقرر صاحبنا ”احمد“ الإنفصال والإبتعاد عن هذه الأسرة ويتزوج بفتاة في مستواه الإقتصادي والإجتماعي.

أخي الكريم ليس الطلاق أو الزوجة الثانية هو الحل حتى تستعيد كرامتك، الحل هو أن تكون صريحاً مع زوجتك وترفع مستوى الخجل بأن مايقوم به أهلها من تأمين المعيشة ليس في مصلحة الطرفين وأن تسعى في تأمين حياة كريمة لها والمستقبل أمامكم وتخبرها بان المستقبل امامنا وعلينا الصبر حتى نحصل على الاستقرار والنجاح.

رسالة إلى الشباب بأن يكونوا في فخر وكرامة ويكون لديهم تحديات بالحياة في تحقيق إنجازات النجاح فيذوقون طعم الإنتصار وطريق النجاح يبدأ من أول السلم، فالكرامة عندما يشعرها الشاب بأنه يستطيع إدارة الأسرة وتأمين متطلبات الحياة اليومية من اجتهاده وليس اجتهاد غيره، نعم المساعدة مقبولة من الأهل والأصدقاء في فترة زمنية مؤقتة فقط وليس على مدى الحياة حفاظاً على شعور رب الأسرة والصراحة راحة مع الزوجة.