آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

آفة الكبر

جواد المعراج

التكبر آفة أخلاقية واجتماعية، وهو من الصفات التي تجلب إلى الإنسان الضعف، فهو عبارة عن مرض نفسي يجعل الشخص يلجأ إلى سد احتياجاته النفسية من خلال الظهور بمظهر التكبر والتجبر على الناس.

فلذلك يتكل البعض على التكبر لأن لديهم حالة الشعور بالنقص والقهر والغضب والضيق في صدورهم وبالهم، يقول الإمام الصادق : ”ما مِن رَجُلٍ تَكَبَّرَ أو تَجَبَّرَ إلا لِذِلَّةٍ وَجَدَها في نفسِهِ“ [1] 

إن هذه الصفة تعتبر من السمات السيئة جدا، والتي كان يتصف بها إبليس الرجيم، فأول من تكبر على الله وخلقه هو الشيطان اللعين عندما أمره الله تعالى بالسجود إلى آدم فرفض واستكبر كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ سورة الأعراف: 12. يقول رسولُ اللَّهِ ﷺ: ”إيّاكُم والكِبرَ؛ فإنّ إبليسَ حَمَلَهُ الكِبرُ على‏ أن لا يَسجُدَ لآدمَ“ [2] .

وعكس صفة التكبر هو التواضع، فمن تواضع إلى الله ثم إلى الناس سيرفعه ويوسع عليه في الرزق والخير، ويبث فيه الراحة القلبية والنفسية والروحية، أي التواضع بمنهج الوسطية والاعتدال وليس باعتقاد الإنسان بالطهارة التامة والكمال الوهمي في الأخلاق. قال الإمام علي : ”التَّواضُعُ يَرفَعُ الوَضيعَ“، وعنه أيضاً قال: ”التَّكبُّرُ يَضَعُ الرَّفيعَ“. [3] 

فمن تكبر على الخالق والخلق فإنه بالنهاية سيبتلى بمرض نفسي ومصيبة تضيق عليه النعم والأرزاق.

وعلاج التكبر هو أن يتفكر الإنسان في عظمة الله عز وجل وإنه ضعيف وناقص فهذا يدفعه إلى التواضع لله تعالى والآخرين، ثم على الإنسان أن يجالس أهل التواضع ويبتعد عن أهل التكبر والمتكبرين. وعن الإمام علي : ”إيّاكَ والكِبرَ؛ فإنّهُ أعظَمُ الذُّنوبِ وألأَمُ العُيوبِ، وهُو حِليَةُ إبليسَ“. [4] 

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم التواضع وحسن الأخلاق، ويحفظكم من كل شر وهمّ بحق محمد وآل محمد.

[1] الكافي: 2/312/17 
[2] كنز العمال: 7734
[3] غرر الحكم: 310 و 311
[4] غرر الحكم: 3652