آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

الجمعية الخيرية والمجتمع

عباس سالم

يطلق مفهوم الجمعية الخيرية على أنها منظمة مجتمعية من نوع خاص لا تهدف إلى تحقيق الأرباح، والهدف من وجودها هو تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء والأيتام والمحتاجين في المجتمع.

عموم الناس في المجتمع هم الركن الرئيس في قيام الجمعية الخيرية، وذلك عن طريق العمل التطوعي واكتساب الشباب شعور الإنتماء إلى مجتمعهم، والإنخراط بالعمل التطوعي في الجمعية الخيرية أو في أي عمل تطوعي آخر، وتحمل بعض المسؤوليات التي تساهم في تلبية احتياجات اجتماعية إنسانية ملحة أو خدمة قضية من القضايا التي يعاني منها المجتمع، وذلك في إطار عمل جماعي منظم.

العمل التطوعي في المجتمع ليس للوجاهة والمكانة الاجتماعية والبحث عن المصالح الخاصة، إنما هو ممارسة إنسانية وسلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه، وبرغبة منه وإرادة من دون أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية، وهو لا يقتصر على المساعدات المادية فقط بل هناك أمور اجتماعية كثيرة تهم الإنسان والإنسانية، كالصحة والتعليم والثقافة ودعم الفقراء والأيتام مادياً ومعنوياً ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها.

الكثير من الناس التي تحتاج إلى المساعدة في المجتمع تستفيد من الخدمات المتنوعة التي تقدمها الجمعية الخيرية، والذي له الآثار الإيجابية عليهم وعلى المجتمع نفسه، وعليه فإن دور الجمعية الخيرية في المجتمع يكمن في الحد من مشكلة «الفقر» من خلال تأمين بعض المستلزمات الغذائية والمبالغ المادية للأسر المحتاجة، قال الإمام علي ”إِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ لِلدَّينِ، مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ، دَاعِيَةٌ لِلْمَقْت“.

حب الذات بين أفراد المجتمع لا يحقق التنمية الشاملة فيه، وإنما تتحقق بالاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، والتي اكتسبت خبرات في مختلف القطاعات العملية التي ينبغي تسخيرها لخدمة المجتمع في العمل التطوعي، واستقطاب المتطوعين من الجنسين لتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا جاهزين لتنفيذ أي مهام لمجتمعهم، وكذلك تعويد الشباب على إنكار الذات والتفاني في بذل العطاء دون مقابل مادي، وتجسيد معنى التكاتف وروح التعاون وتحقيق مبدأ الجسد الواحد.

ثقافة المشورة وتقديم النصح لأفراد المجتمع في بعض الأمور التي يصعب عليهم حلّها، من خلال وجود بعض الأفراد في الجمعية الخيرية الذين يمتلكون قدرة عالية على حل المشكلات والمساهمة في إصلاح المشكلات الاجتماعية، وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، وتعزيز مفهوم العمل الاجتماعي لدى أفراد المجتمع، وزيادة اللحمة المجتمعية من خلال تعريف أفراد المجتمع على بعضهم البعض ضمن عقد جلسات دورية لتعريف الناس بالدور المهم الذي تقوم به الجمعية الخيرية نيابة عنهم.

خلاصة القول هي أن الجمعية الخيرية مسؤولية الجميع، وعلى الناس في المجتمع مدّ يد العون لها، كيف لا وهي التي تحمل العبء الكبير في مساعدة الفقراء والأيتام والمحتاجين نيابة عن الناس في المجتمع، والتي باتت تنوء بحمل هذه المسؤوليّات، والتي من مسؤولية المجتمع كلّه أن يقف معها، ويسندها بالدعم مادياً ومعنوياً.

Sent from my iPhone