آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

إحنا معاكم يا «النمور»

سراج علي أبو السعود * صحيفة الرأي السعودي

واجه نادي الوطن «الاتحاد» هذا الموسم، ظروفًا يمكن وصفها بالاستثنائية، من أهمها الاختيار غير الموفق للمحترفين الأجانب والمدربين، شكَّل هذا الأمر أسبابًا منطقية لتذيله قائمة الترتيب حتى الجولة الثانية عشرة من الدوري بتسع خسائر وثلاثة تعادلات، تيقن على إثرها محبوه أن النادي يسير لا محالة للهبوط لدوري الدرجة الأولى.

يمكن اعتبار النقطة الفاصلة التي صنعت فرقًا هائلًا في مسيرة «الاتحاد»، هي تولي لؤي ناظر رئاسة النادي، والذي يمكن اعتبار قراراته المهمة بجلب لاعبين على مستوى عالٍ وإنهاء عقد المدرب الثاني «بيلتش» وتعيين «سييرا» خلفًا له، خطوات جريئة تحسب له، ما تسبب في قفزة هائلة في المستوى، جعلت الفرق تتهاوى أمامه الواحدة تلو الأخرى، حتى استطاع في نهاية الجولة السادسة والعشرين الإطاحة بالمتصدر «النصر» على ملعبه، وكرر الفوز ذاته عليه باستاد الجوهرة في جدة في كأس الملك، ليؤكد أنَّ الفوز الأول كان عن جدارة واستحقاق، ودليلًا لا يقبل التأويل أن «الاتحاد» وصل إلى قمة مستواه مرعبًا لجميع الفرق.

عالم كرة القدم هو عالم مربك ومثير، العشق فيه يتحول لحالة ربما هي أقرب للمرض منها إلى الحالة الطبيعية، هكذا يبكي المحبون بكاء الفاقدين على خسارة من يعشقونه، وهكذا تتوزع الحالات الإسعافية في أرجاء الملعب بعد كل مباراة مثيرة، أما حالات الوفاة فليست ببعيدة عن المشهد.

كل ذلك جعلني كمحب لنادي الاتحاد وجعل معي ملايين الاتحاديين، في حالة مريرة من الألم والحزن والأسى بعد سلسلة غير متوقفة من الخسائر المتتالية، استقال الرئيس وجاء «لؤي»، عُزل المدرب دياز، ثم عُزل «بيلتش» مرة أخرى ليأتي «سييرا»، شكل «لؤي» وفريق إدارته مع «سييرا» تكتلًا جبارًا أتى بأفضل اللاعبين، وأدار الفريق بالتكتيك الهجومي الذي يعشقه.

حينذاك بدأ الجمهور يتنفس الصعداء، وجاء الدور على الأندية الواحد تلو الآخر لتتساقط أمامه، معيدًا بذلك أمجاد النادي الأثيرة، وأهازيج جماهيره البديعة الجميلة الممتلئة بحب النادي، حتى أصبح «الاتحاد» صاحب الرقم الأعلى من ناحية الحضور الجماهيري، ليثبت محبوه أنهم «اتحاديون» لا تغيرهم ظروف النادي، وكلما انكسر نمرهم كانوا أشد وقوفًا ومؤازرةً له، ولا شك حينها أنه سيعود إلى سابق قوته.

بفارغ الصبر ينتظر «الاتحاديون» الموسم المقبل، ليؤكدوا أن ما حصل لهم هذا الموسم هو كبوة جواد، وإن غاب منهم النمر «فهد» أو أي نمر آخر، فكّلهم نمور وسيرسمون لا محالة البسمة على شفاه محبيهم، وسيردون في الملعب على كل الأصوات النشاز التي استغلت ظروف النادي العصيبة للحط من قدره وإهانة عشاقه ومحبيه، وسيردد جمهوره كما اعتادوا دائما الترديد:

«في حضورك الكل يهتف اتحاد…في غيابك الكل يستنى الحضور

في ظروفك احنا معاك درع وعتاد…في الخسارة احنا معاكم يالنمور».