آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

بُنَي... حاول

أمين محمد الصفار *

«1»

بُني، وانت في سن المراهقة قد تجد من أسرتك الصغيرة ما قد يبدو لك أنه قيد وتقييد يعكر صفو واستقرار حياتك، وهم يعتقدون أيضا أن تصرفاتهم هذه هي لصالحك، والأفضل لك ولمستقبلك.

هذه الحالة التي قد تكون طبيعية بنظر الكثير، وكل الاختلاف هو فقط في العدسة والزاوية الذي ينظر كل منها، قد يبدو لك أن الخروج من هذا الامتحان العملي الأول لك ليس سهلًا، أو أنه لا يستحق حتى بذل عنفوان مرحلة المراهقة وشرف التجربة لتفهم هذا الأمر والخروج منه بمكسب مشترك الي مرتع أرحب ومضمار سباق أخر.

ولكن بُني.... حاول.

«2»

عندما تصبح شابا يعتمد عليك، حتى وانت بين زملاءك واصدقاءك وأقاربك، قد يظهر منهم ما يضع قيدا أو عدة قيود عليك عندما يلاحظوا أن نبوغًا عليك قد ظهر، أو تميزًا لديك قد بان، ليس بالضرورة أن يكون هذا غيرة أو حسدا أو أي شيء من هذا، فكل ما في الأمر أنهم اعتادوا عليك وانت في مرحلة ما قبل النبوغ والتميز، والإنسان حبيس ما اعتاد عليه، فهم كمن صمم إطار معين ووضعك فيه معتقدًا أنه يناسبك وأن ظهر أن صغيراً عليك.

قد يبدو صعبًا اقناعهم بأن الإطار الذي صمموه ووضعوك فيه يناسبك ويناسب أحلامك، والأصعب هو الخروج بسلام من هذا الإطار وتنفس هواء أصح وأفضل ولكن.... بُني حاول.

«3»

عندما تتولى منصبًا مهما تخدم الناس من خلاله كرئيس بلدية أو غيره، قد تجد الإرث التاريخي الذي تراكم ممن سبقك والبيئة الحالية كلها قيود ثقيلة بل حفر ومطبات معيقة. قد لا يكون التحرر من كل هذه القيود سهلًا والانطلاق في فضاء الإبداع والابتكار يسيرًا.

ولكن بُني... حاول.

«4»

عتدما تريد القيام بأي عمل مميز في حياتك ولو إماطة الأذى عن الطريق، فأنك حتمًا ستواجه قيود وعقبات قد تبدأ من الشعور الداخلي في نفسك، ولا تنتهي بنظرة الآخرين واختلافهم حول ما قمت به، قد يبدو اقتحام العقبات واحدة بعد أخرى وإزالة تلك القيود واحد بعد آخر ليس عملًا سهلًا، وقد يكون حتى تخيل أنك تمثل دور البطل الأوحد في فيلم الحياة ليس متاحًا.

ولكن... بُني حاول.

أن الرأي الصائب يحتاج إلى حزم كي يكون واضحًا، وأن الإرادة تحتاج إلى عزم وتوكل صحيح كي تبدأ المحاولة.