آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

عندما تنتصر الكلمة

ياسين آل خليل

تصحو باكرًا، تلتقط حاسوبك الشخصي، تشق طريقك في تحويل ما جمعه عقلك من أفكار، تصوغها إلى كلمات، وفي قالب أدبي، معرفي وتعليمي، وتسترسل، دقائق معدودات وتتحول تلك المفردات إلى مقالة أو قصة، كما أردت لها أن تكون. فجأة شيئ ما حصل، شعور بالشك فيما كتبت، جعلك تتوقف وتمسح كل ما أنجزته. كل تلك الأفكار والرؤى والمشاعر ذهبت مهب الريح.

شعورك بالشك أوصلك لأن ترى نفسك غير لائق للكتابة. يبدأ حديثك الداخلي بإرسال إشارات سلبية ويوشي لك بما لا تهوى: أترك الكتابة لأولئك الذين لديهم فعلًا ما يقولونه. تبدأ بتصديق ما قيل لك حينا وتكذيبه في نفس الوقت، تحاول أن تُسكت ذلك الحديث هذه المرة فتنجح. في هذه اللحظة تبدأ تتفهم أنك أخطأت في حق نفسك، وأنت تعلم علم اليقين أن لديك الكثير مما تقوله من قبل ومن بعد.

أنا لا أحسدك على الموقف الذي وضعت نفسك فيه، فالأمر لا شك مخيف الى حد ما، خاصة وأنك وجدت نفسك في بيئة من كتاب متعددي الخبرات والتوجهات. البعض لهم باع طويل في هذا المجال، وآخرون مبتدئون مثلك يحاولون مرارًا ويخفقون، تتبعها محاولات أخرى يكون فيها النجاح حليفهم. على كل ما تحمله من خوف، يمكنني أن أؤكد لك، أن الأمر ليس بالصعوبة التى تبدو لك. الأمر لا شك، يتطلب جهدا مضاعفا وإرادة أقوى من جميع الظروف البيئية المحيطة بك. لهذا عليك الوقوف صلدًا شامخًا أمام كل التحديات التي من شأنها تعطيلك أو تغيير وجهتك.

تغلب على المخاوف التي تمنعك من مواصلة طريقك نحو كتابة آراء تكون فيها راضيا، وتحتل مرتبة من تقدير جمهور القراء والزملاء من الكتاب الذين ينشرون مقالاتهم تحت مظلة جهينة الإخبارية. مجرد أن تشعر بأنك قد حظيت على الإهتمام المطلوب، يبقى عليك المحافظة على هذا النسق من المشاركات الجادة، والتي ستقودك بتوفيق الله إلى التقدم خطوات إلى الأمام.

لا تتفق الكثير من الوقت لإيصال فكرتك إلى القارئ. اجعل كتاباتك قصيرة وموجزة، لكن في نفس الوقت عميقة وتصب في صلب الموضوع الذي تكتب عنه. هناك قاعدة يرتكز عليها المحترفين من الكتاب، تتمثل في طرح أسئلة على أنفسهم قبل أن يشرعوا في كتاباتهم، حبذا لو تاخذ بها أنت كذلك: لماذا أنت تكتب الذي تكتبه، ولمن أنت موجهًا كتاباتك، وماذا تتوقع من القراء أن يفعلوا؟ إجاباتك على هذه الأسئلة، لا محالة، تجعلك تسترسل في كتابتك لمقالتك، بكل سهولة ويسر، ودونما عناء يذكر.

ضع في الاعتبار أن لديك هدف ما وراء تلك الكلمات التي تنشئها كجزء من مقالتك. جميعنا نريد لكتاباتنا أن تبرز وتحقق نجاحا بين القراء وعشاق الكلمة، كما وأننا نتوق أن يكون لكلماتنا صداها وتأثيرها في القراء، وأن تختزن في مضمونها قيمة معنوية وأدبية أيضا. استخدم كل ما بحوزتك من خبرات ونجاحات وإخفاقات حتى تتميز مقالتك أو قصتك بنكهة خاصة تحمل بصمتك التي يجد فيها القارئ ضالته التي يبحث عنها. عندما تصل إلى هذا المستوى من التطور، يمكنك القول بأن مخاوفك وشكوكك قد أخذت طريقها الى التواري والإختفاء، وأن كلماتك صار لها صداها، وأنها بدأت تحقق النصر والنجاح الذي تتطلع إليه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
جواد المعراج
[ القطيف ]: 28 / 6 / 2019م - 4:13 ص
عدل المقال أعجبني وشكرا على التشجيع على الكتابة?