آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

حياتنا قصة طريق

سلمان العنكي

نبدأ طريق حياتنا العمرية زحفاً نحوالحياة بخطوات ضعف تشتد تصل الى ذروة قوتها. ثم تبدأ انحداراً الى ضعف. والى حيث بدأنا. ان طال بنا العمر هذه حياتنا، طريقنا تتخلله حواجز ومعوقات وماليس في حساباتنا.

كلها او بعضها تغير الخريطة المرسومة في افكارنا حال التطبيق. قد نصيب قد نخطيء. يكون اولايكون. مستجدات الحياة وتطورها ومفاجآتها لها ادوار. فبأي قلم نكتب هذه القصة؟.

الطريق هذه تحتاج منا قوة العزيمة كي نجتاز ونتغلب على صعابها وفهم مجرياتها وقراءة ماحولنا والاستفادة من تجارب مَن سبقنا. بعضها نصارعه بين الفشل تارات والاصرار الى تحقيق النجاح تارة أُخرى. فإذا انتصرنا على المتربص بنا في الطريق. حققنا ماخططنا له بنجاح وقهرنا المستحيل. وكتبنا قصة حياة بأقلام من ذهب. أما ان غالبناه وتغلب علينا فشلنا. ونحتاج الى طريق بديل. الذي بالتأكيد يأتي متأخراً مخالفاً لما رسمناه. قد يكون الأفضل. ولكن في الغالب هو الاسوء وبعدخسران الكثير. وربما نستسلم ونكتب قصة فشل بأقلام بالية والزمان علينا شاهد.

اذاً المقياس بين النجاح والفشل هو شدة العزم والاصرار على النجاح وحسن الاختيار. واخذ المستجدات في الاعتبار ومواكبة العصر. شطب المستحيل من قاموسنا. عدم اليأس ومقارعة الفشل مرة ومرات. حتى نحقق النجاح.

«من سنوات قرأت ان سيدةً بريطانيةً تقدمت للحصول على رخصة قيادة سيارة فشلت تسعاًواربعين مرة وفي الخمسين نجحت وحصلت عليها». نرى الطموحات والتقليد والمتغيرات في هذه المسيرة. كلنا عنده حب ألأنا. لا يقبل أن يكون الغير أفضل منه الاإبنه.

يحرص الواعون المدركون. بشدة على تربية ابنائهم كما هم. ويرسمون مستقبلهم. ولكن الايام قد تغير من التوجه والمأمول. يومنا قد لايناسب يوم ابنائنا. بالامس نستخدم الاريال لاستقبال أرسال المحطات المرئية. واليوم وان لازال بعضها يزين اسطح بيوتنا ولكن بماذا تنفعنا. فضلا من ان يستفيد منها ابناؤنا؟ العالِم يحرص ان يكون ابنه عالِماً والطبيب ابنه طبيباً والمهندس والتاجر والاستاذ وهكذا. ولكن إن حالف البعض الحظ فقد خسر آخرون. مايناسب هذا لايناسب ذاك.

وبنظرة شاملة لايعتبر هذا فشلاً. لان رسم هذه الطريق اكثره تمني أوغير مدروس. وليس حقيقياً. ومفروضاً. وربما فيما اختاره المُوجَه خير مما اختاره المُوجِه. من هنا علينا ان نتنبه الى توجهات وطموحات ابنائنا وندرسها بدقة.

البعض منا بسيطاً في مستواه العلمي والفكري ولادراية له بمايناسب ابنه أو حتى وان كان راقياً علمياً. ولكن تقليداً يجبره الى تخصص يصعب على المتفوقين. انت أب لاتجيد القرآة أو تنشيء جملة مفيدة. وتريد من ابنك أن يكون عميد الادباء أوتخصصاً ناذراً. وهو أقل المستويات فكراً. واذا فشل حملته النتيجة. التي انت من أسس لها. وصببت عليه غضبك لماذا؟. حرصاً وبألحاح شديدين أن يكون إبنك كما انت أوكما تريد. اتركه ومايختار. ان استشارك ولك فيها أشر. أوارشده لاصحاب الاختصاص ومن تثق بهم. هم امكن لتوجيهه. إنْ طب لطبيب وان هندسة لمهندس. «من لايجيد قيادة سيارة كيف تريد منه ربان سفينة؟»

الحياة مدرسة. نشاهد إبن العالم بقالاً. وابن الفلاح طبيباً. وابن الفقير تاجراً. وابن البسيط مستشاراً. وإبن الطبيب عاملاً. نرى حاد النظر لايقرأ. وفاقذه خزانة علم ومتألق. الكل موجه لما يصلحه ويوفَق اليه. نقول لتحاشي الفشل. علينا حسن اختيار الانسب. على الآباء استقراء توجهات الابناء وترغيبهم فيها وتشجيعهم الى أحسنها هذا لاخلاف عليه وفيه. ولكن نهايةً. الوقوف معهم فيما اختاروه. لاإجبارهم على مالا يرغبون.